في حب فلسطين

صبحي محمد ياسين
ثائر وكاتب فلسطيني
ولد صبحي ياسين في شفاعمرو عام 1923 وكان في الثالثة عشرة من عمره عندما اندلعت الثورة العربية الكبرى في فلسطين التي شارك في المراحل الأخيرة منها في معارك الشمال والجليل، وذلك ضمن الفصيل الذي تشكل في شفاعمرو، وأصيب بعدة إصابات واحدة منها بليغة.
وفي يناير 1947 شكلت الهيئة العربية الأولى منظمة الشباب العربي بقيادة ضابط مصري ومقرها مدينة يافا، وكان صبحي ياسين أحد أعمدة هذه المنظمة ثم انضم إلى طلائع جيش الإنقاذ وشارك في معاركه، وفي إحداها أصيب بجرح ظل يؤلمه طيلة السنين الباقية من حياته.
بعدما هدأت المعارك لجأ ياسين إلى دمشق ، وعانى هناك كما عانى اللاجئون الفلسطينيون، إلى أن استقر به الأمر ليعمل في بعض مشروعات وكالة الغوث في سوريا.
في غضون عام 1955 بدأ صبحي ياسين بتشكيل مجموعات فدائية نفذت عدة عمليات تحت اسم "فرقة خالد بن الوليد" التي أصبحت الجناح العسكري لمنظمة فدائية فلسطينية جديدة. وفي أواخر الخمسينات إلى الستينيات انصرف ياسين إلى التأليف ، فوضع مجموعة كتب سياسية وهي:
الثورة العربية الكبرى في فلسطين ، سنة 1959
طريق العودة إلى فلسطين، سنة 1961
نظرية العمل لاسترداد فلسطين، سنة 1964
الفكر والمدافع طريق فلسطين، سنة 1966
حرب العصابات في فلسطين، سنة 1967
كان أبرز ما قام به صبحي في مرحلة مبكرة بعد النكبة هو مساهمته ونفر من زملائه المناضلين في تحطيم مشروعات التوطين، وفي مرحلة أخرى ساهم في إنشاء الاتحاد القومي الفلسطيني بقطاع غزة والجمهورية العربية المتحدة سنة 1959، وكان سبباً في تكوين فرقة عسكرية فلسطينية سارت في احتفالات الثورة المصرية بعيدها الثامن سنة 1960
وواصل صبحي ياسين طريقه النضالي من خلال " منظمة الطلائع" التي خاضت معارك عديدة، ونفذت بعض العمليات العسكرية، وشاركت في معركة الكرامة في الأردن وعلى أثرها أصبح ياسين أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وفي مطلع 1968 انضمت "منظمة الطلائع" مع منظمات أخرى إلى صفوف منظمة التحرير الفلسطينية.
في يوم 19 أكتوبر ( تشرين أول) 1968 بينما كان صبحي ياسين يقوم بواجبه في تدريب جماعة من الشباب على أعمال الفداء، اغتاله احد العملاء وسقط شهيداً.
شيع جثمانه في جنازة مهيبة جرت في مصر، حيث تعيش أسرته، وشارك في تشييع جثمانه قادة منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.