[طلعت سقيرق]

[align=justify]
إنهم مع النشيد ينهضون ، يكتبون حضورهم المدهش الرائع ويذهبون حبات مطر تزهر الأرض بهم وتخصب .. هل كان على الشهيد أن يؤدي رحيله الدافئ مرارا وتكرارا كي تكون القصة دفتر وطن ؟؟.. تقول القصيدة بحبر الشموخ نكتب ، وفلسطين الرائعة رائعة بكل تفاصيل حضورها ونهوضها .. وإذا كان غربان الليل يسعون إلى هدم صرح الحضارة والتاريخ والجذور والامتداد والثبات ، فكم هم واهمون مغرقون بالوهم !!.. إذ كيف يستطيع المدجج بالكذب والتزوير والتخريب أن يبعد نور الشمس الممتدة بالحقيقة حتى أول نقطة في التاريخ ؟؟.. مضحك منطق الاحتلال في كل زمان ومكان ، ومضحكة كل أساليبه ، ومضحك أكثر أن النتائج واضحة جلية ، ونهاية الدرب تقرأ مرارا وتكرارا وكأنها لازمة لا يمكن أن تتغير .. فهل ينسون أم يتناسون منطق التاريخ الذي يقول بالحرف العريض إن مآل الاحتلال معروف .. ومن يعي ويبصر ويسمع ، يعرف أن التاريخ يكنس الاحتلال مهما طال الزمن ، لآن الشعوب الحية لا يمكن أن تستكين ، وشعب فلسطين شعب قدم وضحى ومازال مصرا على أن الشمس مبتغاه والنهار مسعاه والحرية هدفه .. إنه شعب البطولة والفداء والعطاء فكيف له أن يتراجع مهما جرى ؟؟..
نفتح أشجار الدم صفحة من كتاب واسع شاسع ونقرأ في كل الصفحات المشرقة أن فلسطين تمتد من فلسطين حتى فلسطين ، من نبضة القلب حتى نبضة القلب .. من كل حبة تراب حتى كل حبة تراب .. من تاريخ وطن إلى تاريخ وطن .. من شمال إلى جنوب .. من جد أول إلى جد يأتي .. لا نجزئ فلسطين ولا نعطي نظرة عين منها ، أو خفقة قلب .. هكذا كانت منذ البداية ، وهكذا وصلتنا عبر التاريخ الطويل .. كل واحد منا يحمل آلاف السنين في كل عصب وشريان وقطرة دم .. فهل من المنطق في شيء أن نعطي قطرة ماء للغرباء ؟؟.. وبأي حق نعطي وإن اتفق العالم كله في هذا الزمن الظالم الجائر ..؟؟.. من يرى أن التخلي عن جزء من وطن مسألة فيها نظر فليعط من وطنه لا من وطننا ، من أرضه لا من أرضنا ، من بلده لا من بلدنا .. وإذا كان الزمن سيطول بنا حتى نكنس الاحتلال فليطل لكن ستبقى فلسطيننا هي فلسطيننا كما كانت وكما ستكون دائما .. هذا هو منطق الحق ولا منطق سواه ..
[/align]