الموضوع: حب بحجم العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 08 / 2009, 16 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

حب بحجم العمر

[align=justify]
في قاموسنا الأدبي، وفي قاموس مشاعرنا وأحاسيسنا وانفعالاتنا، لاشيء يوجد غير فلسطين من أول حبة تراب حتى آخر حبة تراب.. وفي مثل هذا القاموس، الواسع الشاسع، الممتد عمراً وأكثر من عمر، لن نعترف بأي شيء اسمه «إسرائيل»، لأن هذه «الإسرائيل» تعني عند الاعتراف بحرف واحد من حروفها، أو بفاصلة واحدة من فواصلها، أننا نرضى بالتنازل عن حبة تراب من فلسطين، عن نسمة هواء من فلسطين، عن برتقالة أو شجرة أو ظل جدار.. ولأننا نرفض مثل هذا التنازل ونأباه، لايمكن أن نضع إلى جانب كلمة فلسطين، غير فلسطين وحرية فلسطين، واستقلال فلسطين، وعودة كامل فلسطين.. ومن يريد أن يوقع على التنازل عن شبر أو نصف شبر من فلسطين، فهو يوقع توقيع زور، غير معترف به من شعب فلسطين، وغير معترف به من ضمير الحق الفلسطيني، ومن نبض الحب الفلسطيني، ومن كل ماهو فلسطيني..!!..
قد يرى البعض أن كلامنا يبقى كلام شعراء وأدباء يأخذهم الحلم كل مأخذ، وتطير بهم أجنحة الخيال إلى البعيد.. ولاننكر، ولن ننكر في يوم من الأيام، أن كلامنا كلام شعراء وأدباء، ولن نخلع قميص الحلم عن أجسادنا، لأننا ببساطة شديدة نؤمن بتكامل حقنا في فلسطين، وبمشروعية أحلامنا بأن فلسطين ستعود من الشمال إلى الجنوب دون انتقاص.. ولايهم كثيراً أن يقال إن الخيال يجمح بنا، وإن مراكب الأمل تأخذنا إلى البعيد.. لأن فكرتنا التي نؤمن بها، ولانرضى بسواها، تقول بأن فلسطين عربية من الشمال إلى الجنوب، وإن فلسطين لايمكن أن تجزأ وأن تقتسم، وأن تعطى حبة تراب واحدة منها للغير.. هذا هو حلمنا، وهذه هي حقيقة مشاعرنا، وهذه هي فكرتنا المشرقة المليئة بنور الواقع.. وإذا أراد سوانا، أن يتخلى عن أي شبر، أو أن يعطي أي شبر، فهو يعطي مالا يملك، لأن فلسطين ملك شعب فلسطين، وحين يكون التنازل عن أي شبر، يجب أن يوقع كل أهل فلسطين دون استثناء على تنازل كهذا.. وإذا رفض شخص واحد من شعب فلسطين أن يوقع على هكذا تنازل، فهذا يعني لاشرعية تنازل كهذا.. فكيف إذا كان الذي يوقع، كائناً من كان الذي يوقع، شخصية واحدة لاغير، لاتملك تفويض جزء من جزء من هذا الشعب..!!.. كيف تملك مثل هذه الشخصية أن تتنازل عن حبة تراب واحدة!!..
نعم هو كلام شعراء وأدباء وحالمين ومغرقين في التفاؤل.. كلام من يعرفون أن الحب حين يكون بحجم العمر، لايمكن أن يجزأ.. فكيف نرضى، مهما كانت الدوافع والأسباب والمبررات أن نتنازل عن جزء من أعمارنا وأحلامنا وطول الشوق في أيامنا.. كيف نرضى، دون أي معنى لذلك، أن نعطي بلداً وتراباً ووطناً للآخرين.. وما المبرر حتى نرضى بالتنازل عن وطن!!.. وهل حدث في يوم من أيام الزمان، أن يتنازل شعب عن وطنه؟؟.. ثم لماذا يكون مثل هذا التنازل وبأي حال؟؟.. وإذا تنازلنا، هذا إذا افترضنا التنازل، فهل من حقنا بذلك مصادرة كل حقوق الأجيال القادمة.. هل من حقنا مصادرة التاريخ والمستقبل ومايأتي من أيام؟؟ وكيف؟؟!!..
كلنا مع القدس، ولن نكون إلا مع القدس.. مع عودة القدس، وسلامة القدس، وعروبة القدس.. لكن هذا لايعني بأي حال من الأحوال، أن يسحبوا البساط من تحت أقدامنا، أن يحولوا كل حقوقنا بفلسطين إلى المناداة بعودة القدس ليس إلا!!.. فالقدس جزء من فلسطين، والمطالبة بعودة القدس إلينا، يجب أن تترافق دائماً مع المطالبة بعودة كل فلسطين.. وهنا علينا أن نفتح العيون على وسعها، حتى لاتحول القضية برمتها، إلى القدس فحسب، والمطالبة بعودة القدس فحسب!!.. لأن مثل هذا التحويل يضعنا في مأزق تناسي بقية فلسطين، وتجزيء وتشتيت الانتباه.. إذ من البديهي أن القدس لنا، ومن البديهي أيضاً أن كامل فلسطين لنا.. ومن البديهي أيضاً أن البتر لجزء من فلسطين مرفوض.. وهذا الرفض يعني أول مايعني، رفض الاحتلال، رفضه بشكل كامل لاتجزيء فيه.. وإذا سأل سائل: ومع من نتفاوض، هل نتفاوض مع الهواء؟؟ نقول بكل بساطة: ومن قال إننا نريد أن نتفاوض لإعادة حقنا، من قال إننا نريد أن نتفاوض مع القاتل لنسيان دم الضحية.. من قال إننا نفكر بالتفاوض مع سارق أرضنا؟؟ وهل يجوز أن نفاوض القاتل والسارق والمعتدي، وعلى أي شيء نفاوضه وكيف؟؟ هل نفاوضه على إعطاء أرضنا له؟؟!!.. وهل هذا المنطق يسمى تفاوضاً؟؟ أن نعطي القاتل أرضنا وبيتنا وماءنا وهواءنا وسماءنا وتاريخنا وتراثنا وجذورنا وهويتنا.. هل هذا تفاوض؟؟!!.. لا وألف لا.. الاحتلال احتلال.. ولاتفاوض مع الاحتلال، لأن الاحتلال يبقى احتلالاً مهما كان!!..
نعم هو كلام شعراء وأدباء وحالمين ومغرقين في التفاؤل.. فأي شيء يمنع أن يبقى هذا التفاؤل في كل أعمارنا.. إنه سيبقى، وسيبقى، ولن نتخلى عن شبر واحد من فلسطين..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس