عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 08 / 2009, 40 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

طيور الحروف الجارحة

[align=justify]
هل كان للقصيدة أن تتلو نشيدها الصعب في زمن الصمود الفلسطيني الذي تجاوز حد المعجزة؟؟.. يكاد مخيم جنين، وهو جزء من كل، يطل من بين الحروف حارقاً جارحاً، ليقول ماذا تبقى للكلام أن يتلو في حضرة الصامدين الذاهبين إلى النصر والشهادة معاً، وفي حضرة الشهداء الذين ألغوا كل التعريفات البسيطة والصعبة، حين حولوا الدم والجسد والروح وقامة الصبر إلى ملحمة وأي ملحمة؟؟.. تذهب الحروف حتى الجرح، ويذهب الجرح حتى التوهج، ويبقى هؤلاء شجراً من وعد مكتوب بسطور من نور، وشجراً يشمخ الشموخ به، حتى لتكاد كل التوصيفات القديمة تعيد ترتيب بروزها وشكلها، لتكون مناسبة لهذا الحدث الفلسطيني الكبير في ملحمة العصر، وكأن كل صامد من هؤلاء، وكل مقاتل من هؤلاء، وكل شهيد، وطن من العطاء في وطن.. فأي حروف تلك التي تستطيع أن تغطي مساحة الضوء في امتداد أفق لايحد..؟؟..
أحياناً يكون الكلام في هيئة الكلام، وأحياناً يكون في هيئة الشجر، أو في هيئة طيور الحروف الجارحة.. عندها تكون الصورة أكبر من حجم الحرف، وتكون اللغة موج بحر يحاول أن يداخل العمق الذي لاحد له ولانهاية.. فهل من المعقول أن يستطيع الكلام، مهما علت وتيرته، واشتدت قامته، وصلب عوده، مقاربة الفعل الملحمة، أو الفعل المعجزة.. وإذا كنا سنبعد كل التعاريف بحثاً عن تعاريف جديدة وأوصاف لم تستهلك من قبل، فماذا نقول عن شعب كان الصمود خبزه وماء حياته، فاستطاع أن يدهش الدهشة، وأن يجعل قواميس اللغة عاجزة عن إيجاد مفردات تناسب واقع الحال..
جارح هو الكلام، وجارحة طيوره، حين نقف مثقلين بالمفردات ولانجد لغة تصف معجزة شعب فلسطين، هذا الشعب الذي مضى حتى تخوم المستحيل، ثم تجاوزه، وتركه وراءه، وراح يبتكر في الصمود والمواجهة صوراً تفوق كل الصور.. فهل نستطيع أن نصف صورة تعجز كل الألوان عن تغطية جزء منها، وتعجز كل التعبيرات عن وضع وصف واحد لها.. تعالوا نبتكر لغة تناسب لغة هؤلاء، وحروفاً تناسب حروف هؤلاء، وتعبيرات تستطيع أن توازي تعبيرات هؤلاء.. لكن كيف واللغات كلها تقف مبهورة محاولة التقاط أنفاسها..؟؟..
ربما كان الشعر سيد الكلام دون منازع.. ربما.. أو لنقل هذه هي الحقيقة في عالم اللغة، كل لغة، وليس لغتنا العربية فحسب.. فهل يستطيع الشعر في هذا المسار مقاربة لغة هؤلاء الذاهبين حتى العمق في عشق الأرض وجعلها الحبيبة والحب، العشيقة والعشق، الوداد والود..؟؟.. يصعب أن يصل الشعر وإن حاول إلى مقاربة جزء من عطاء هؤلاء.. فالشعر قصيدة تقول وجدها فيهم، غوصها في صورهم، لكن لاتستطيع مهما علت، أن تعطيهم اللغة التي يستحقون..
تعالوا نجترح معجزة الكلام في وصف معجزة الصمود.. تعالوا نقترب أكثر من نبض القلوب الدافئة وهي تشتد حتى آخر قطرة دم على كل حبة تراب، عندها ربما يكون الكلام بقدر المعجزة، أو يكون القول بقدر الصمود، أو تكون الدهشة بقدر التجاوز.. يصطف الكلام عندها كي يتلو النشيد الصعب في وصف الشموخ الذي لايماثله شموخ.. تصطف الحروف كي تقول ذاتها خارج ذاتها، معبرة عن صوت يختصر الحنجرة، ويلغي لهاة الوتر المشدود حتى عمق الصرخة.. ربما سنقترب عندها من لغة مفرداتها من برق، وصورها من نور، وفواصلها من مطر، وسطورها من فوران دم.. لكن كيف.. ثم كيف؟؟..
تبقى طيور الحروف الجارحة مصرة على الحضور الغائب، والغياب الحاضر، في حضرة العطاء المعجزة.. عطاء شعب أعطى فكان العطاء صباح عمر لايعرف غير النور.. وللكلام أن يغتسل بفضاء الشهادة كي يسرح ذات يوم حصان الحروف عله يخرج بوهج برق جديد يناسب شيئاً من معجزة شعب..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس