|  25 / 08 / 2009, 12 : 03 PM | رقم المشاركة : [1] | 
	| كاتب نور أدبي مضيئ 
 | 
				
				الزوجة الصماء
			 
 الزوجة الصماء قصة بقلم : نبيل عودة 
[align=right]
 حيرتني زوجتي .. سمعها بات ثقيلا .. لم تعد تفهمني ، وتثرثر كلمات لا معنى لها.
 أقول لها ان كلامك غير معقول .. ما تقولينه ليس صحيحا . ولكنها تعيد نفس الجمل بصوت مرتفع ظنا منها أن رفع صوتها سيجعلني أقتنع أخيرا بما تقوله . وللأسف عصبيتها تزداد حتى بات الحديث معها مستحيلا.
 راقبتها أثناء عملها المنزلي . بالتأكيد لديها مشكلة عويصة.. أتحدث اليها ولا تسمعني ، هل يكون السبب مشكلة في سمعها ، ام ترفض الحديث معي ؟
 قلت لها اننا يجب ان نذهب الى طبيب مختص لفحص سمعها. غضبت مني وثرثرت كلاما لا رابط بين جمله . فهمت منه ومن اشاراتها انها تتهمني بأني اريد أن أجعلها مريضة بالقوة ، وأني انا مريض في رأسي .. وقد عافت نفسها من تصرفاتي.
 سامحها الله . صرت أقل من الكلام معها حتى لا اربكها .. ولكنها كلما مرت بي تثرثر بدون صوت ، أنظر اليها وأقول : " سامحك الله " وهذا يغضبها لسبب لا أدريه . ومرة لم أعد أصبر . قلت :
 - اذا كان لديك شيء ضدي قوليه لأسمعه .
 فانفجرت بالضحك .
 - لم أقل شيئا مضحكا ؟
 - ....
 - قولي بصوت مرتفع وواضح لأسمعك جيدا .
 - ....
 فأعطتني ظهرها مفضلة الصمت .
 شاورت أولادي حول حالة أمهم .. فضحكوا بشدة . سألت : " ما الداعي للضحك ؟" ابني الصغير كان أوقحهم. قال بصوت قوي جدا مقربا فمه من أذني:
 - المشكلة لديك يا أبي .
 - كدت تطرشني . لا تفعل هذا مرة أخرى .
 قال الابن البكر :
 - سنذهب لزيارة الطبيب .. سأحجز لك دورا عنده .
 - احجز لأمك هي التي لا تسمع .
 - حسنا .. أمي ترفض .. سنشاور الطبيب عن طريقة لعلاجها . انت ستشرح له المشكلة .
 - فكرة جيدة
 في اليوم الموعود جاء ابني لمرافقتي . عبثا حاولت اقناع زوجتي لمرافقتنا ، الححت ، فصرخت باذني :
 - الله يساعدني عليك .
 - انت حرة .. نريد ان نساعدك ولا تريدين ان تساعدي نفسك .
 خرجت من المنزل مع ابني البكر الذي لم يتوقف عن الضحك ، ربما بسبب عناد امه ورفضها العلاج .
 استقبلنا الطبيب مبتسما . شرح له ابني مشكلة أمه . ولكنه قرر فحصي . لا أعرف كيف سيساعد فحص الزوج في علاج الزوجة؟
 أدخلني غرفة زجاج مغلقة ، بعد ان أفهمني ابني بأن أرفع اصبعي كلما سمعت صوتا . وهذا ما فعلته .
 عندما انتهى فحصي سألت الطبيب :
 - كيف سيساعد هذا الفحص زوجتي ؟
 ضحك وقال بصوت واضح :
 - سيساعدنا على تحديد المشكلة .. ولكن انت أيضا لديك مشكلة في السمع .
 - ربما .. ولكن المشكلة الصعبة لدى زوجتي.. نادرا ما تسمعني !!
 نظر الطبيب مبتسما الى ابني ، وشاوره قليلا ، ثم قال لي بصوت واضح :
 - انت ستساعدنا على علاج زوجتك ، بما انها ترفض المجيء للفحص ، سنوكلك باجراء فحص لها.
 - حسنا ... كيف أفعل ذلك ؟
 - عندما تكون منشغلة قف خلفها على بعد ستة أمتار . واسألها:" ماذا تفعلين ؟" . ثم اقترب لمسافةاربعة أمتار واسأل نفس السؤال .. واذا لم تسمعك اقترب لمسافة متر واسألها نفس السؤال وانتبه لا تغير قوة صوتك في الثلاث مرات .. ولنرَ النتيجة ..
 - فكرة جيدة ..
 في اليوم التالي كانت تحضر صينية بطاطا بالدجاج ، ومشغولة باعداد الفطائر لأن أحفادنا سيحضرون للغداء عندنا.
 وقفت على بعد ستة أمتار وسألتها:
 - ماذا تفعلين ؟
 لم تسمعني. اقتربت لمسافة أربعة أمتار وسألتها :
 - ماذا تفعلين ؟
 لم تسمعني. اقتربت لمسافة متر وراء ظهرها ، وسألتها:
 - ماذا تفعلين ؟
 التفتت الي غاضبة جدا . يكاد الشرر يطير من عينيها ، وصرخت بوجهي بقوة :
 - للمرة الثالثة أقول لك صينية بطاطا بالدجاج .
 انسحبت بهدوء..
 غدا سأخبر الطبيب بنتيجة الفحص !!
 
 
 [/align]
نبيل عودة – كاتب، ناقد واعلامي – الناصرةنور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    |  | 
	|   |   |