[حسن الحاجبي]

الآية : .. قال الله تعالى .. " أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا , إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من أمرنا رشدا . فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا . ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا . نحن نقص عليك نبأهم بالحق , إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى " .. الكهف ..8 .
*******
تقاذفتني و إياك لجج الشهوات , وتلاطمت بي و بك أمواج الشبهات , ونسينا الله فأنسانا أنفسنا ,,, ما أخذنا بالأسباب , ولا توجهنا إلى العزيز الوهاب , ولا اعتصمنا بآيات الكتاب .
ولو أبصرنا في هذا القرآن لوجدنا فيه فصل الخطاب , لو تدبرناه لألفينا فيه خير الجواب . فيه الوعد الصدق , وفيه القصص الحق .
لا أقول لك هذه المرة إقرأ معي الآية الكريمة , ولكن أقول لك : إقرأ السورة كاملة , ثم تدبر و أبصر . أبصر ولا تستمرئ منك هذا الخذلان , إقرأ معي السورة كاملة , تجد فيها أعظم بيان , و أقوى برهان .
هؤلاء فتية في زمن الأديان المحرفة , و الرايات المزيفة , واجهوا أعاصير المحن , وقاوموا طواغيت الفتن , واقتحموا مضايق الصبر من البعد عن الأوطان , وهجر الأهل و الإخوان .
هؤلاء فتية في زمن الضلال , ودهور الإنحلال , دبروا الإعتزال عن قومهم , وقرروا البراء من شركهم , و جعلوا من ذاك الكهف مأوى , فكان لهم فيه المثوى . ظللتهم البركات , وغشيتهم الرحمات , وكان ما كان من أمر سباتهم العميق , فسبحان من يحيي و يميت و هو الحق الحقيق .

للحديث بقية ...

حسن الحاجبي