كيف يكون القاضي مجرما؟في قضية بنت المغرب زينب اشطيط (1و2)
كيف يكون القاضي مجرما ومن درست الحقوق مغتصبة لحقوق غيرها ،وليت هذا الغير مكافئ لها عمريا أو جسمانيا؟سؤال يتناغم مع الصور البشعة التي عرضتها القناة المغربية الثانية وما تورده الصحف المغربية تباعا فيما صار يسمى بقضية الخادمة زينب اشطيط.
فتاة لم يتجاوز عمرها ال 11ربيعا وكم تبدو كلمة "ربيعا’شاذة حين نذكر حالة زينب المأساوية في المستشفى وجسدها قد نكل به أبشع تنكيل من طرف زوجة لم تعلمها الأمومة طعم الرحمة ولا دراستها احترام حقوق الغير وزوج تابع ، تجبر وطغا و عوض أن يتذكر حرمة مسطرة القانون حمل قضبان الحديد الساخنة لِكَيً الضحية دونما امتعاض أو شفقة.
لم يكف المدعو خالد اليشوتي وزوجته الإستعباد واستغلال طفولة قد حرمت مسبقا من حقها في التعليم ورغد العيش فزاداها تعذيبا وتشويها من الرأس حتى القدمين وكأن جسدها ساحة مباحة لرسم لوحة تشكيلية من الجروح و الحروق والكدمات.
الضرب بعمود مكنسة ثم سلك كهربائي والحرق بالزيت الساخن ثم الكي بقضبان ساخنة سخرت لشَيِّ لحوم الحيوانات وتحولت في يد القاضي السادي لأداة لشي لحم الطفلة الخادمة البئيسة زينب كل هذا تعرضت له الصغيرة المغلوبة على أمرها وكانت لاتزال محتجزة فماذا كان يخبئان لها ياترى؟
تغطيس رأسها المحلوق في مياه المجاري ربما أو سلخ بعض جلدها كما تسلخ النعاج فليس من فرق بينهما وبين مشهد الجزار والشاة شيء عدا أن الشاة حين تجز لاتتألم ولا يؤذيها منظرها ولا تقطع وتشوى إلا بعد قتل إحساسها بالذبح أما زينب فكانت تحس وتسمع و ترى.
قد ينكر الزوجان الساديان ،اللذان لا يناسبهما وصف أقل من هذا في نظري ،جريمتهما المشينة وقد يحاولان التحايل على من لايعرفهما أو على القانون أما من عرفهما عن قرب فإنه ولاشك أكيد من بشاعة دونيتهما الخُلُقِية التي تختفي وراء المظاهر الخادعة: ربطة عنق وأناقة ومساحيق تجميل تخفي الحقيقة عن المارة أو العابرين أما المشاهدة اليومية و المعاشرة فإنها تكشف وجوه الآدميين الحقيقية التي قد لاتقل بشاعة عن وجوه الوحوش الدموية القذرة.
تقول إحدى الجارات أنها سمعت ذات يوم صراخا وصوتا مرتفعا دفعها للنظر من نافذة بيتها لمعرفة مايجري فإذا به القاضي المجرم يضرب طفلا راعيا متهما إياه بالمرور أمام فيلاه وهدده بأنه إن كرر الأمر و إقترب بقطيعه من بيته فإنه لن يرحمه والصبي يصرخ بعد أن أدمى أنفه و خشي أن يهرب قطيعه فيلقى من والده شر العقاب.
لعل الطفل الراعي مسح وجهه بعد أن لملم قطيعه وتكتم عما جرى خشية سوط أبيه فلم يكن للحادثة شأن لكن الأذى الذي لحق بزينب لايمسح بسهولة ويهدد بأن يكون تراوما trauma/traumatismeحقيقية في حياتها تقظ مضجعها بعد سنين عددا.
وله أن يأمل في حصانته أو ثغرة في القانون أو في ذمم الناس لينفذ منها أو زوجه أما المغاربة الشرفاء الإنسانيون فقلوبهم مع زينب وترجو خيرا من العدالة المغربية ؛ لاثم لا لتعذيب الطفولة باستغلال المنصب أو المال أو الجاه الطفولة نور الغد القادم الذي يجب أن لاتطفئه أو تبتزه أو تشوهه أيدي المارقين !
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|