نسائم قرآنية : الحلقة الخامسة عشر
الآية : قال الله تعالى .." إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما ." الإسراء ..09 .
*******
أما زلت مثلي : تسوف توبتك , وتزين معصيتك ؟ .
أما زلت مثلي : تستحلي فتنتك , وتستعذب ظلمتك ؟ .
إلى متى يغشيك هواك عن الحق , وأنت لاه , لا تسمع ولا ترى . إلى متى يذوق أهلي و أهلك في أرض فلسطين من العذاب صنوفا و أنكالا , ويسقون من كأس الذل و الهوان ضروبا و أشكالا, وأنت لاه , لا تسمع ولا ترى .
إلى متى يطوق أهلي و أهلك في غزة , بطوق الحصار الظالم , ويرسفون قي ربقة العدوان الغاشم , وأنت لاه , لا تسمع ولا ترى .
رحماك رحماك يا الله ... هذه أمتي تقاسي صور الصدود و الإعراض , وتداس منها الحصون و الأعراض .
رحماك رحماك يا الله ... هؤلاء أهلي غرقوا في وحل الذل إلى الأعناق , وباتت عيشتهم لا تطاق , ونظرت إليهم الأمم شزرا .
رحماك رحماك يا الله ... هؤلاء قومي زاغوا عن طريق الفلاح , وأوشك أن تذروهم الرياح , ولولا أن تشملهم يا رحمان بعطفك , ولولا أن تتداركهم يا منان بلطفك , ليكونن الشقاء عنوان حالهم , والخسارة بئس مآلهم .
إقرأ معي الآية الكريمة ثانية , ثم اسأل . إسأل : متى ؟؟؟ .
متى نتمرد على الأوحال , ونصلح منا الأحوال , متى نقف شامخين في وجه المهالك , متى نملي على التاريخ أن ينحني لنا من جديد , ويكتب عنا صفحات المجد و الخلود .
متى نسير إلى الأمام , متى نخرج من تحت الحطام , متى نضع أنوف الأعداء في الرغام .
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم , فعسانا نتخذه نبراسا ننير به مدلهمات الدروب , عسانا نتشربه في سويداء القلوب , ونستجلي منه صادق الأمثلة و أروع الضروب , عسانا نعتصم به , وتلفحنا نسائمه , عسى نجم الهداية يسطع فينا , فننهض من جديد .وما ذلك على أولي العزم ببعيد .
إنتهى الجزء الأول بحمد الله .
حسن الحاجبي .
|