رد: بدايات الإساءة إلى شخصية رسول الإسلام - (6 )
[frame="4 10"]
الأخ الأستاذ تيسير تحياتي شكراً لك كل الشكر
أتمنى ألا يصيبك الإحباط نحن جميعاً بالفعل قصرنا بحق هذا الموضوع و أنا بالذات مقصرة جداً
سنحاول جميعاً تدارك الأمر و لفت النظر ما أمكن لتحريك هذا الموضوع الهام
لعلّ البعض كان هياباً خصوصاً و أنك ما شاء الله تقدمه بحرفية شديدة وثقافة عالية
ولكن الحقيقة أن أية إضافة مهما بدت بسيطة تساهم بإثراء الموضوع و دوام تحريكه خصوصاً و أنه يتعلق بنبينا و حبيبنا و قرة أعيننا صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم و من هو أغلى علينا من الأم و الأب والولد
لماذا الإساءة لشخص رسولنا الكريم (صلعم ) ؟
لا شك أنه و منذ فجر التاريخ أدرك كل الأباطرة أن الانتماء للعقيدة أكثر تمكناً في النفس البشرية من الانتماء لقومية العرق و لهذا فرض تأليه الملوك ليرسخ عبودية الشعوب و الولاء التام للحاكم و هذا المفهوم ما زال له أثر في النفوس البشرية حتى اليوم، و قصة سيدنا ابراهيم ( ع) مع الملك النمرود و التي يرويها القرآن الكريم خير دليل.
كان الاستعمار الروماني يفرض ديانته الوثنية على الشعوب التي يستعمر بلادها و حين تحول الرومان إلى المسيحية ما أرادوا أن يتبعوها بل أن تتبعهم و يطوعونها لخدمتهم، و هذا واضح جليّ في التتويج المسيحي و الأسقف الرسولي و الفاتيكان إلخ..
و عليه و منذ ذلك الحين أصبحت المسيحية ديانة الشعب الأبيض المستعمر، و لن نتحدث هنا عن تأثير الوثنية الرومانية على المسيحية في مفهوم التأليه و التثليث و إدخال الأوثان و الصور إلى الكنائس فهذا ليس موضوعنا الآن إلا من حيث الإشارة إلى نمط تفكيرهم وتحليلهم للشعائر الإسلامية و خصوصاً فيما يتعلق بالحج.
بقيت العقيدة و لم تزل إحدى أنجع وسائل إخضاع الشعوب التس يستعمرونها و أفضل أداة لتطويعهم و ضمان ولائهم.
أثناء الفتوحات الإسلامية لتحرير بلادنا من الاستعمار الغربي، حارب الغساسنة و بعض بطون المناذرة و الأرام الكنعانيون في بلاد الشام اخوانهم لصالح الروم بسبب الولاء الديني في حين انضم مناذرة العراق دون تردد لجيش المسلمين يحاربون الفرس و ذلك بسبب اختلاف العقيدة، فالفرس لم ينتبهوا و لم يحرصوا على إدخال أهل العراق بديانتهم في ذلك الحين.
و حتى اليوم نجد في المفهوم المسيحي الشرقي اعتبار " المسلمون غزوا بلادهم " و كأنها كانت بأيديهم و لم تكن محتلة من قبل الروم المستعمرون الأغراب حقاً و اللذين مسحوا ثقافتهم و خصوصيتهم و فرضوا عليهم حتى لغتهم و الروم من كانوا سبب اندثار اللغة الأرامية الكنعانية في بلاد الشام و التي علقوها فيما بعد زوراً و بهتاناً على المسلمين.
و حتى اليوم عند استعمار كل بلد نجد مرافقة كادر كامل أو مجموعة تبشيرية و أول ما يعملون على إقامته هي المدارس التبشيرية / الإرساليات، حتى في المجاعات و الكوارث الطبيعية فالدول الغربية حين ترسل التبرعات يرافق المجموعة الطبية المرسلة دائماً مجموعة تبشيرية، و هذه الحركات التبشيرية تعمل في كل أنحاء العالم الغير مسيحي عموماً و المسلم خصوصاً و ترصد لها مبالغ ضخمة جداً و مفتوحة على أي رقم مع عدم الحرص بتاتاً على عملية التبشير في بلادهم رغم انتشار الكفر و الرذيلة و ابتعاد الناس عن المسيحية من الجوانب الدينية و جهلهم التام، اللهم سوى بعض المظاهر التي دخلت في صميم العادات و التقاليد و المناسبات الاحتفالية، و نحن نعيش في الغرب و نعرف أنه لا يوجد أي اهتمام تبشيري موجه للإنسان الغربي
لماذا الإسلام و رسول المسلمين (صلعم)؟؟
الديانات السماوية ثلاثة: " اليهودية و المسيحية و الإسلام " في حين تندرج العقائد الأخرى عبر منظور فلسفي و تمرينات روحية و جلها موجهة لشعوب بعينها لا تسعى للانتشار و العالمية و لا تملك أدواتها و مقوماتها.
الديانة اليهودية ديانة سابقة للمسيحية و هي ديانة عنصرية من جهة و تعتبر في المفهوم المسيحي ممهدة لظهور المسيح عليه السلام و المسيحي يعتبر العهد القديم اليهودي كتاب مقدس عنده و اليوم لو سألت أي مسيحي عن ديانة المسيح عليه السلام فسيجيبك فوراً: " كان يهودياً "
لي عودة لإستكمال مداخلتي حول تركيز الإساءة على رسولنا الكريم ( صلعم).
[/frame]
|