عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 09 / 2009, 45 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

سلطانات الرمل والحضور المدهش

[align=justify]
تدخل رواية " سلطانات الرمل " الصادرة عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع / 2009، للروائية لينا هويان الحسن عمق التاريخ أو العالم البدوي بشكل دقيق ومبني على معرفة تبديه الرواية من خلال شخصيات نشعر أنها من لحم ودم ، وتملك حياة موارة حيوية غنية بكل ما فيها .. حتى المكان ، والخيل والطيور، والرياح ، تحضر بشكل جميل من خلال ذاكرة استوعبت هذه الحياة وأخذت تروي جمالياتها، دون تناسي ما تعرض له البدو من محاولات دائبة لطمس معيشتهم وشكلها وكل ما يتعلق بها .. الحدث لا يسير بشكل عادي رتيب .. الشخصيات هي التي تؤرخ للحدث وتجعله تابعا لها .. فإذا انزلق الزمن إلى الأمام أو عاد إلى الخلف ، فذلك لأن الشخصية الروائية أو المحكي عنها فرضت ذلك ..
" سلطانات الرمل " التي تأتي بعد رواية " بنات نعش " للروائية لينا هويان الحسن وتمتدّ على مدار 322 صفحة من الحجم المتوسط ، تسافر بنا في رحلة طويلة شيقة في البيئة والبنية البدوية بشكل يشبه الأسطرة أو الصعود بالحكاية إلى مرتبة يصير فيها العالم والشخصيات وموجودات الطبيعة إلى جانب الحيوانات ، صورا شديدة الغليان والعلوّ مما يجعلها راسخة في الذاكرة ومشتهاة كحياة تنبض بالجمال والعفوية والطبيعية.. واتكاء لينا هويان الحسن في سردها على الشخصيات تحديدا ، وهي الشخصيات المنتقاة أو الواقعة تحت ضوء الرويّ، تجعل الرواية رواية شخصيات لا رواية حدث..
من خلال هذه الشخصيات ، الموصوفة بدقة وشاعرية وكثير من الحب والانحياز لها ، ندخل عالم البدو ، لنكون معه في كل حركة أو خطوة .. لا نقول إن الروائية لينا هويان الحسن ، تخلق عالما حالما ، وشخصيات خيالية ، لتقرب الصورة وتجعلنا من عشاقها .. ولا نقول إن هذه العوالم وشخصياتها تدقّ باب الذاكرة أو الخواطر لتدخل بثقة إلى مشاعرنا من خلال انتقاء الكاتبة أو المبالغة في الوصف.. لا نقول هذا أوذاك ، رغم امتداد الأصابع لتشير إليهما وإن إشارات وامضة ، لكن تجربة الكاتبة ومعرفتها وحبها بل ولعها بالعالم الموصوف ومعرفتها البادية بشخصيات ذات بصمات مؤثرة فاعلة قوية ، كل ذلك يضعنا أمام رواية ساحرة ومؤثرة وخارجة عن أي نمط متوقع ، حتى كأنّ لينا هويان الحسن في فردها لأوراقها على شكل فرد الشخصيات ومن خلالها الحدث ، تقبض بشدة على ناصية اهتمام القارئ وانسياقه الممتع مع الرواية حتى نهايتها دون أي شعور بالتراخي أو الملل ..الصورة المشغولة هنا ، مشغولة بدراية وحب وشغف ، وكل ما هو مشغول بدراية وحب وشغف ، يلغي أي مسافة بين القارئ والكاتب ، لأن الصدق سيكون مثل المغنطيس الذي يضعك في مكان قريب ويشدك إليه بكل نعومة وجمال ..
في " سلطانات الرمل " .."السراب في بعض أوقات الظهيرة ينسل كثعلب بذيله يحول التراب إلى مياه صافية كالمرايا ..أيضا يجمّل التجاعيد القديمة التي خلفها التاريخ ... سكرى جمالها زهرة شبيهة بلدغة ، وجهٌ حسنه ينطلق عاليا كهزيم الرعد .. وجود نساء أخريات حولها يشبه طنين ذبابة عابر .."..." وتابع شارحا لها : لجناح البازي من عدد الريش عشرون ، أربع قوادم وأربع مناكب وأربع أباهر وأربع كلى وأربع خواف ".. " أصبحت تعرف أنّ الباز يميزه حرصه على أخذ طريدته والبازي هو الأنثى وذكره الزرق والإناث أجرأ على الصيد من الذكر " .. أخيرا يمكن القول إن رواية " سلطانات الرمل " للروائية لينا هويان الحسن واحدة من الروايات المتميزة بكل ما حوته وضمته ، وهي تعطينا إشارات كثيرة مؤكدة على أننا أمام روائية تعرف كيف تقدم لقارئها رواية مليئة بالحياة والنبض والتميز ..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس