الجمهوريات .. و المدونات .. والملكيات ( رسالة وحوار )
د. ناصر شافعي
الأستاذ الأديب القدير طلعت سقيرق
مدير موقع منتديات نور الأدب
هى فكرة أدبية إبداعية .. وأنا على الدوام مسانداً ومشجعاً ومحفزاً للأفكار الإبداعية .. إلا ان لي بعض الملاحظات و التوقفات الفكرية و العملية الواقعية على هذا المُقترح ، وأرجو أن يتسع صدرك لتقبل المحاورة و النقاش الهادف :
أولاً : الكيان الجمهوري المُقترح لا يمت للتنظيمات الجمهورية السياسية أو التشريعية بصلة !! .. خاصة وهي جمهوريات مفتوحة على المُطلق .. لا هويات .. لا تأشيرات .. لا حدود ( حسب وصف سيادتكم ) ، إذن لا حاكم .. و لا محكوم .. ولا تشريع .. ولا قانون .. ولا نظام .
أين الهيكل و الكيان التنظيمي ؟ .. هل هى المدن و المجالس و الشرفات و المقاهي التي يمتلكها أصحابها ؟ .. هذه عودة و رجوع كبير إلى الوراء .. إلى عصور ما قبل الأسرات !! .. وهو محاولة لخلق نظام بلا نظام .. يكون الفرد فقط هو الرقيب على نفسه .. هو الحاكم و المحكوم .. أرى أن هذا هدم حقيقي لكيان منتدي نور الأدب .
ثانياً : مدن الجمهوريات .. مثل مدينة الشاعر الراحل محمود درويش الكائنة في جمهورية الأدباء العرب !! .. كيف يشرف عليها أديباً توفاه الله منذ سنوات ؟ .فإما أن تصبح مدينة بلا حاكم أو رقيب ، ويصبح دمها و عرضها مستباح .. أو أن تحكمها الأرواح و الأشباح ، فتصبح ملجأ أو مأوى لكل شريد أو غريب .. أو أن يكون حاكمها خفياً متخفياً !!
ثألثاً : كنت أبحث عن الهدف الأساسي من تكوين هذه الجمهوريات .. وسر إختيار هذا المسمى البراق .. إستشعرت أن الهدف نبيل .. وهو حرية الكتابة و التعبير .. وهذا الهدف محقق و ناجح في منتدى نور الأدب .. فهل هو البحث عن مزيد من الحرية ؟ . نعم .. هو ذاك .. ولكنها سيدي الحرية المطلقة غير المقيدة بفكر أو نظام أو تشريع .. إنها الفوضى !!.
سيدي : لقد أحسنت الظن بالأدباء ( كل الأدباء ) فقلت : يدخل الأدباء كلما شاءوا ويخرجون بالطريقة التي يريدون .. كلهم بطبيعة الحال من طبقة واحدة وطينة واحدة ومعدن واحد ، لهم آمالهم وتطلعاتهم المشتركة.
وهذا ليس صحيحاً بالمرة . فليس الأدباء كلهم من طبقة واحدة أو من طينة واحدة أو من معدن واحد ، و ليس لدى الجميع نفس الآمال و التطلعات !! .. ومن يرغب من الأدباء أن يكتب بحرية وبلا قيود .. فإن الشبكة العنكبوتة الإلكترونية موجودة وذات سماء مفتوحة .. وليست في حاجة إلى جمهوريات تكتب فيها بحرية .. و الدليل على ذلك الصور و الكتابات الإباحية !!
ثالثاً : موضوع الإستضافة ..
إقتراح سيادتكم هو " يحق للمدير العام ولصاحبة الموقع ولنواب المدير والمشرفين العامين فتح حساب باسم أي أديب أو علم أوشخص ، على أن تكون الخانة الأولى باسم المستضيف لبيان المسؤولية ، والخانات اللاحقة والتي ينشر فيها ما يخص الأديب أو العلم أو الشخص باسم دخول هذا الشخص .. ويحتفظ المستضيف فقط بالاسم وكلمة السر" .. .. " عند اعتراض المستضاف برسالة أو اتصال مع صاحبة الموقع أو المدير العام يحذف كل ما يريد حذفه وصولا لحذف كامل .. كما يحق للمستضاف أخذ كلمة السر بعد تعديلها لتكون خاصة به ويستطيع الدخول من خلالها .. "
سيدي : هذا تعدي صارخ و علني على الحرية الشخصية .. و ضد أسس و مبادئ الحرية الشخصية ..وليس هناك حاجة لتنفيذ هذه الآلية الغريبة !!
أستاذي العزيز :
أرى أن "الجمهوريات " هي إسم بديل عن " المدونات ".. التي هى في الأصل " ملكيات " .. أو " حريات " فكرية !!
أقترح على سيادتكم التالى :
1. جمهوريات نور الأدب تصبح واحة للمبدعين العرب فقط .
2. لابد أن يكون لكل قسم رئيساً مشرفاً .. حتي يحمي القراء من بعض إبداعات الأدبية الخارجة عن الأدب و الأخلاق الحميدة. تقول سيادتكم : ليس في الجمهوريات إشراف أو غيره .. فكل مشرف على ما يؤسسه .. ليس في الجمهوريات إشراف أو غيره .. فكل مشرف على ما يؤسسه..
3. لا داعي مطلقاً لفتح باب المشاكل في الإستضافة الخفية و الحوارات الوهمية و الشخصيات الافتراضية و معرفة كلمة السر و حذف المشاركات ..
4. إذا رغبت سيادتكم في السير قُدماً في هذه الفكرة .. فسيروا على بركة الله .. وأنا أخشى على "الجمهوريات" من " الانقلابات" !!
تحياتي
د. ناصر شافعي
3 اكتوبر 2009