رد: سلسلة حروف أنثوية ... من مذكرات إمرأة
سلسلة 22
حافية القدمين
وأنا أجوب شوارع الحزن في مدينتي التي يسكنها الخوف .. أتصفح أشجار الفراغ .. أتحسس أوراقها الأيلة للسقوط ..
تعثرت بك .. ارتطمت بطيفك يبتسم لي هنا على رصيف العمر وأنا ألاحق ظلّه الممتد إلى
نقطة السراب في صحراء حياتي .
جريئا ً .. واثق الخطوة .. مبتسما ً .. كنتَ .. لست كباقي المتسكعين في موانىء الغربة ..
مددتَ يدك لمصافحة ملامحي الغائبة خلف الضباب ..
وقعتُ .. نهضتُ .. تلعثمتُ .. ثم اعتذرتُ ..
يا سيدي لا تطل النظر إلى قدميّ المدميتين .. سندريلا لم تعرني حذاءها .. بقيت سنوات العمر
أركض حافية القدمين خلف ظلّه .
من هنا يا سيدي يمتد ظلّه .. يصل إلى أبعد نقطة في قلبي .. ينسج حول روحي شباكه العنكبوتية ..
يحاصرني ..
يحاصر أفقي .. يحاصر قلبي ..
يحاصر يومي وغدي وحتى أمسي ..
لا تمدّ يدك سيدي المتسكع داخل قلبي .. سيوجعك ..
وقد تفقد ابتسامتك مدى الحياة ..
عّد من حيث أتيت .. وأتركني أكمل تصفح أشجار الفراغ وتحسس الأوراق الأيلة للسقوط
من شرفة أيامي وانتظار ظل ٍ يحاصرني بخيوط ٍعنكبوتية .. لكنني أسيرتها يا هذا ..
وأنت ترافقك ابتسامة أخشى أن تتسلل من نافذة قلبي فتحطم كل الأصنام التي أمضيت عمرا ً في سكبها .
أتركني لظلّي الممتد إلى ما لا نهاية وارحل بابتسامتك ..
أعدك ..
حين تعيرني السندريلا حذاءها سألحق بك ..
سأفتش عنك وألحق بك ..
سأمزق نسيج العنكبوت وألحق بك ..
حافية القدمين لا تقوى على التسكع معك في موانىء الغربة .
|