شرفة الفنان عباس النوري
[align=justify]
يعتبر الفنان السوري عباس النوري واحدا من الفنانين المجيدين المتميزين أداء وعطاء وتمثلا للدور الذي يؤديه .. وهو واحد من فنانين قلة استطاعوا أن يدخلوا لشخصية الشعبية بشكل متقن لافت يجعل المشاهد يعايش كل حركة وكل كلمة وكأنه يعايش الواقع بكل جزئياته ..ومثل هذه القدرة لتي يملكها عباس النوري جعلته يتفوق في أدوراه الأخرى جميعا ، فمن يملك الحسّ الشعبي ، ويتقن الصورة الشعبية ، وبداخل جزئيات النفس الشعبي لا بدّ أن ينجح بكل شيء كونه استطاع أن يقبض على العصب الحيّ للفن والحسّ الفني .. ومن تابع ويتابع هذا الفنان يشعر بأنه ينطق جسما وحركة وانفعالا وتجسيدا واندفاعا مصرا على أن تكون المشاعر ميزانا دقيقا في تدفقه ، حتى ليستطيع إقناع الجميع بأنه فارس الشخصية دون زيادة أو نقصان..
خلال متابعتي لأكثر لأعمال هذا الفنان المذهل كنت أنسى تماما أنني أمام الشاشة أو أمام شخصية مرسومة تؤدى ، كنت أشعر أنني انتقل إلى الحارة أو المكان لكون بين شخصياته .. ذات مرة التقيت الفنان عباس النوري في مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق .. كان عبارة عن شلال حركة متدفقة لا تعرف التوقف ..كان يحمل نصا من النصوص المعدة للتمثيل وكأنه يحمل ولدا من أولاده .. من يحمل هذه الشخصية قادر على دفعك لان تكون معه في اختياره وأدائه لأنه يصدر في أفعاله عن عشق لما يقوم به .. هناك شيء يجب أن يذكر عندما نذكر فنانا مثل عباس النوري ، فهذا الشخص ميال لعمله قبل أي شيء آخر ، لذلك لا يمكن أن يحمل ضغينة لأحد فالعمل المتقن يأتي أولا ، والخصومات الصغيرة تبقى أشياء لا معنى لها حين نريد الأشياء الكبيرة والمتميزة ..عباس النوري شجرة دمشقية أصيلة لا تعرف أبدا معنى الانحناء ..
· طلعت سقيرق 7/9/2009
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|