رد: هل تعلم؟
الفواكه والخضراوات من ضروريات الحياة - يطيب اكلها في كل الأوقات - وتحتل مكانة هامة في صناعة المواد الغذائية كـ ( التعليب والتجفيف والتجميد والطبخ وإعداد العصائر) وغيرها. والفواكه والخضراوات تحتوي على قيمة غذائية ضرورية للإنسان.. وتقترن جودتها بجودة البيئة التي تحتضنها.. كالتربة الخصبة والهواء النقي والمياه الصحية.واسواقنا المحلية تستقبل كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات الطازجة بصفة يومية ومن كل مكان - من داخل المملكة وخارجها - وفي المقابل تشهد اقبالا كبيرا من المستهلكين باعتبارها أفضل الأغذية وصديقة للمعدة. وعلى الرغم من امتلاك الفواكه والخضراوات قيمة غذائية عالية الجودة.. إلا أنها تكون أحيانا وسيلة لنقل الأمراض إلى الانسان في ظل فسادها أو تلوثها بأية مواد سامة سواء قبل قطفها أو بعده
فأحيانا تتعرض ثمارها بعد قطفها إلى عوامل تساهم في فسادها كـ (الحرارة والرطوبة أو سوء التخزين) وهو أمر طبيعي.. لكن ثمة عوامل أخرى غير طبيعية تتعلق بطبيعة الأسمدة أو نوعية المياه التي تتغذى عليها نبتة الفواكه والخضار كـ (مخلفات المجاري أو غيرها من المخلفات والسوائل السامة).
ولا شك في أن المعروض من الفواكه والخضراوات في الأسواق والمجمعات وبعض المحلات الصغيرة والعربات الجوالة لا يخلو من الفساد - ولو بنسبة ضئيلة.. ومن هنا ينصح اخصائيو التغذية بالتأكد من سلامة الفواكه والخضراوات قبل تناولها تجنبا للكثير من الأمراض.. كما ينصحون بضرورة التعرف على البيئة المنتجة للفواكه والخضراوات قبل شرائها للتأكد من خلوها من المواد الضارة الناتجة عن استخدام السوائل والرواسب السامة أو المبيدات الضارة حيث يكفل التعرف على البلد المنتج غالبا ضمان جودة الفواكه والخضراوات وخلوها من الأمراض لاسيما إذا ماعرف عن البلد المنتج اهتمامه بصحة وسلامة البيئة الزراعية.
فاستخدام مياه المجاري الخام في ري المزروعات أو استخدام الرواسب في تغذيتها يتسبب في أمراض معوية خطيرة.. وتعتبر الاميبيا والإسكاريس والأنسيلوستوما من الطفيليات المعوية (الموجودة في مياه المجاري) والتي تتسبب بالموت حسب نشرات منظمة الصحة العالمية والتي بينت أن عدد المصابين بدودة الإسكاريس خلال الأعوام الماضية حوالي 900 مليون شخص في العالم.. وأن عدد المصابين في البلدان العربية بلغ حوالي 177 شخصا من كل 1000 شخص ومؤخرا أجريت دراسة في سوريا لمياه المجاري الخام في مدينة حلب وقد أظهرت هذه الدراسة أن كل لتر من مياه المجاري يحوي 3340 بيضة اسكاريس و أ ن 42 بالمائة من سكان مدينة حلب السورية مثلا مصابون بعدوى الإسكاريس نتيجة ري المزروعات بمياه المجاري الخام مباشرة وأن ري الخضراوات بمياه المجاري الخام يعمل على إعادة تدوير هذه الأمراض بين الناس.
أما فيما يتعلق باستخدام مياه المجاري المعالجة في ري المزروعات وفق المعايير والمقاييس العالمية فهو أمر شائع في معظم دول العالم وهو مهم للدول الفقيرة بالمياه والتي لا يتوافر لديها موارد بديلة لري المزروعات حيث بدأ استعمال المخلفات السائلة في الزراعة عموما في استراليا وفرنسا والمانيا والهند والولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر وخلال العشرين سنة الماضية حدث انتعاش كبير في الاهتمام باستعمال المخلفات السائلة في ري المحاصيل في المناطق القاحلة و شبه القاحلة نتيجة قلة موارد المياه البديلة وللحاجة لزيادة الانتاج المحلي من المواد الغذائية مع المحافظة على منع التلوث للمياه السطحية والجوفية والحرص على إعادة تدوير المغذيات. كما أنه أصبح شائعا» الآن استخدام عوادم المياه المعالجة لري المحاصيل والحدائق والملاعب وقامت العديد من البلدان بوضع معايير بيولوجية بالغة الصرامة لإعادة استخدام المخلفات السائلة المعالجة. وفي جميع الأحوال لاتزال المخاوف قائمة من وجود فواكه وخضراوات ملوثة - أو بالأحرى تحتوي على مواد ضارة.. ويبقى السؤال:
هل أسواقنا نظيفة من الفواكه والخضراوات الملوثة.. وما مدى سلامة ما نتناوله.. وأسئلة كثيرة تظل حائرة أمام السيل الجارف من الفواكه والخضراوات التي تملأ السوق طولا وعوضا
الفواكه والخضراوات تمدنا بالطاقة.. كما تساعد الجسم على مقاومة الكثير من الأمراض.. وتعتبر أفضل صديق للمعدة والأمعاء.. وهي في كل الأحوال عرضة للتلوث سواء نتيجة سوء التخزين أو لأي سبب آخر.. ولاشك فلي أن ريها بمياه المجاري (غير المعالجة) يعتبر أخطر مسببات التلوث لأن هذه النوعية من المياه تكون عادة محملة بمواد عضوية وفيروسات وبكتيريا وصبغات كيميائية وهي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الثمرة أو الخضراوات الورقية مسببة له أمراضا معوية متعددة تظهر أعراض معظمها على المدى البعيد.
لا تتوقف مضار مياه المجاري غير المعالجة على الإنسان فحسب بل على التربة أيضا حيث يتسبب استمرار الري بها في انسداد مسامات التربة وينتج عنها توقف عمليات التحلل وانتشار الروائح الكريهة وفساد التربة وقتل دودة الأرض المفيدة للتربة مشيرا إلى أن أكثر المعادن الثقيلة انتشارا في مياه المجاري الزئبق ويوجد على هيئة كبريتيد الزئبق وهو غير قابل للذوبان ويتواجد علي شكل عضوي مثل فينول ومثيل وأخطرها هو مثيل الزئبق الذي يسبب شلل الجهاز العصبي والعمى.
(الوقاية خير من العلاج) فوقاية أجسامنا من التسمم الغذائي وكذلك البيئة من الملوثات والأمراض أقل كلفة من إزالة الأضرار بعد حدوثها مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالصحة العامة مع مراعاة الاعتبارات البيئية وإعطائها كامل الاهتمام بعد الإنسان.
ولكي نحافظ على سلامة الأغذية - من فواكه وخضار - يجب إفراغها من علبها مباشرة ثم مسحها من العوالق والاتربة ووضعها في حافظات بلاستيكية مكشوفة داخل البرادات دون غسلها لكي لا نهيىء البيئة الرطبة للفطريات والجراثيم المسببة للفساد أن تنشط وتفسد الفواكه أو الخضار أثناء التبريد وكذلك حمايتها من اليرقات والحشرات العالقة في علبها.
ومن اعراض التسمم الغذائي الاسهال والغثيان والمغص الحاد وارتفاع درجة الحرارة.. أما عن أعراض التسمم الكيمائية فذكر الحكة وسرعة التنفس وسرعة ضربات القلب والزغللة في الرؤية والصداع ويكون التسمم الكيميائي بظهور الاعراض بعد تناول الغذاء الملوث مباشرة.
ومن هنا يجب علينا الحرص على أن لا نشتري من هذه الفواكه والخضراوات لأنها تنقل الأمراض المعوية إلينا.
|