بين الرماد واللهيب
  ****************
هذي تلمسانُ..هذا الدمع يعشقها   ***      إني  بكيـــــــــــــتُ  و في  عينيَّ أفراحُ
 
  أنا..أنا  المغنويُّ   الحرُّ  تسكنني   ***     بيوت عزٍّ من المــــــــــــاضي و أشـباحُ
 
  بداخلي يغْمراسنُ الشموخ  مشى   ***     روضاً من العنــــــبِ اخضرّتْ به الراحُ
 
    دمي  دماء أبي  تشفين   صارخة    ***    وفي عظــــــــــامي مصالي المجــدِ صدّاحُ
 
      فلوْ   عصرتمْ    خلاياي    بأرحية    ***      لطار منـــــــها بنو زيّــــــــــان أو صاحوا
 
   المشْور الضاحك  الباكي  يسائلني    ***   أين  سيــــــــــوفٌ  جرتْ  برقاً  و أرماحُ؟
 
أغرغرُ  العشق  في حلقي فتشربهُ   ***   منصــــــــورةُ الصــمت أشواقاً وتجتاحُ
 
سيدي   بُمدينَ   يلقي   للرّبى   قدماً  ***   زهْـــواً  على  كتـــف   الأيّام  يرتـــــــاحُ
 
و  للوريطِ     غناءٌ   سال    يعزفهُ   ***    حبّ ملـــــــــــوكٍ له الريحـــــــــانُ مدّاحُ
 
متيّمٌ   بابُ   قرمادين      يشبهني    ***   ما في جــــــــيـــــوبه للعـــــــــشّاق مفتاحُ
 
ستّي   الجميلة  ُ يا   عينيك   يا لغة ً   ***    تلعثــــــمتْ  وتراً  و اللــــــــحنُ إفصاحُ
 
وجهكِ من   شعركِ البنّيِّ    يسرقني   ***    لبّى الفـــــــــراشُ إذا نــــــاداهُ مصــــباحُ
 
مددْتُ    كفّي    إلى    خدّيكِ   مبتعداً   ***    نسيتُها ..   رحتُ..  إنّ الوردَ   ذبّــــــاحُ
 
جمالكِ  الخمرُ  صبّتها  الخُطى  و لنا   ***    أحداقنا   في أيادي العــــــــــشبِ   أقداحُ
 
مدينتي   بيضة ُ   التنّينِ      أفقسها    ***   كأنني مـــحّــــها و غربـــــــــــــــــتي الآحُ
 
رميتُ   رجليَّ   زحفاً     في   أزقّتها   ***   بعضُ المحبّين ثعــــــبــــانٌ وتـــمـــساحُ
 
يُهسهسُ الماءُ في   وديانِ   قصّتها    ***   ســــــرّاً أواهُ مرينــــيّــــــــونَ ما باحــوا
 
أرضُ الحضارةِ   ضوءُ   الحبّ يحرثها   ***    ماذا   سيزرعُ  غير الشــــــمس   فلاّحُ؟
 
كلُّ    الدروبِ    هنا    غنّتْ    قصائدنا   ***   حتّى الزنـــــــــابقُ  منها   الشّعرُ  فــوّاحُ
 
   نزفتُ   شعراً   جميلا ً   أحمراً   عبِقاً   ***   مثل  الطبـــــــــــــاشيرِ  إذ ْ تهواهُ ألـــواحُ
 
فمي على   حُلمةِ   التاريخِ    يلثمها     ***    كما يقبّلُ فـــــــــــيها التـــــوت تـــــفّــاحُ
 
تغزو الزهورُ   جبينَ   التلِّ   مترعة    ***  فزهـــــــرنا كـــــــــأبي العبّاس سفّـــــاحُ
 
تموءُ أضواءُ هذا النجم ِ    في    كرزٍ    ***   وخلفَ   ليمونــــــنا   الزيتــــونُ نـــــوّاحُ
 
نفارقُ  الشمسَ ..  نلقى   أصلنا   قمراً    ***   في   إبطِ ليلــــتنا   يندسُّ   إصــــبــــاحُ
 
يا أصدقائي   شراييني   لكمْ    طُرُقٌ   ***    ما   أقـــفرَ  القلب إنْ   سكّـــــانهُ   راحوا
 
لا    تتركوني   رماداً    إنني   جسدٌ    ***   من   اللـــــهيبِ   و أنــــــتُـــمْ   فيَّ أرواحُ
 
**************
الشاعر/ بغداد سايح
تلمسان - الجزائر