زورق من ورق
سكبت لك قهوة انتظاري ودعوتك لارتشاف لحظات العمر معي في فناجين أيامي
لم تلب لقلبي دعوته ..
وطال جلوسه على شرفة الانتظار .
سيدي قبطان البحر .. قهوة عمري في انتظارك .. وأنت .. أنت تلهو بخارطة الوطن
تنقش عليها كهفا ً يعلوه عش اليمام ..
يرفرف عليه علما ً يحمل ألوان السلام ..
ترفع قبعتك له .. وتنحني لسفن ٍ من الأوهام .
وعلى لوحة عمرك رسمتَ بألوان المحبة محيطا ً سماؤه تمتد من أبعد غيمة
وتنتهي هناك على باب كهفك
وعش اليمام .
قلت لي أنت عروس هذا المحيط .. انتظريني كل صباح ..
سأرسل لك أشعة الشمس توقظك من المنام ..
وستظللك غيمة حبي ..
وترافقك نجومي في عتمة المساء ..
وأنا عروس الأحلام تعبت من التجديف بأيام عمري تجاه محيط
لا يقرأه إلا أنت ..
لا يفكك رموزه إلا أنت ..
لا يراه إلا أنت ..
وكلما سألتك العودة انهمرت عليّ وعودك كزخات المطر .
أنا أغرق يا قبطان .. أغرق ..
وأنت تارة تبحر بسفينة نوح
وتارة تبحر بزورق
ومحيطك ليس له شطآن ولا أعلم لك مرفأ ..
وعودك قد أثقلت كاهلي ..
أوا تُغرق ثقل الوعود عروس البحر ؟
أم أنها مياه محيطك لم تعد تحتمل زخات من الوعود ..
زخات من الأحلام ..
زخات من الأوهام ..
أنا بردت قهوة انتظاري وأنت لا تنفك تبحر في محيط من الوهم
على ظهر زورق .
أنا أغرق في محيطك
وأنت تبحر في زورق