16 / 10 / 2009, 47 : 03 AM
			
			
		 | 
		
			 
			رقم المشاركة : [8]
			
		 | 
	
	| 
			
			 أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي 
			
			
			
 
			
			
 
	 | 
	
	
	
		
		
			
			 
				
				نشيد الجبار ( هكذا غنّى بروميثيوس ) لأبي القاسم الشابي
			 
			 
			
		
		
		  نشيد الجبار ( هكذا غنّى بروميثيوس ) لشاعر الخضراء الخالد أبو القاسم الشابي
[align=center]  [/align]
    [frame="1 10"][align=center]سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ *** كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ  
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً *** بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ  
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى *** ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...  
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، *** غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ  
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها *** وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي  
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي *** يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ  
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني *** عن حرب آمالي بكل بلاءِ:  
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي *** موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ  
«فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ *** سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ»  
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا، *** وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء  
«ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً *** بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي  
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ، *** وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ  
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ *** رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ»  
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً *** قيثارتي، مترنِّما بغنائي»  
«أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ *** في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ»  
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي *** فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ»  
«إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي *** أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ»  
«وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ *** إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ»  
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى *** عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي»  
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي *** قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ  
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ *** عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ»  
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ *** وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"  
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا *** هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي  
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً *** فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي  
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما *** وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي  
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا *** لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي  
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ *** وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:  
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي *** والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي  
«فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا *** يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»  
«وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى *** بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»  
«ورأيتموني طائراً، مترنِّماً *** فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي  
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا *** خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»  
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا *** عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ»  
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي *** وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي»  
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم *** والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:  
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه *** لم يحتفِلْ بحجارَة ِ الفلتاء"[/align][/frame]    
  
		
		
     | 
    | 
		
		
		
			
		
		
		
		
		
			 
				  
				
					
						التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 01 / 12 / 2012 الساعة 04 : 10 PM.
					
					
				
			
		
		
	 | 
	
		 
		
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 |