أيلول ..
أنا أعترف
أعلم أنك لملمت ثوبك الأصفر ورحلت .. لكنك من قلبي وعالمي لم ترحل ..
لم ترحل في يوم ..
وما استقبالي ووداعي لك كل عام سوى طقوس ومناسك أؤديها .. كذرّ الرماد في العيون
أو لنقل جزافا ً .. لدرء الحسد ..
لا تضحك في سرك وتقول : هل تخشين الحسد ؟
نعم أخشى الحسد .. وأخشى أكثر .. أن تتخطفك أبصار النساء ..
وأن يحاولن _ولن أقول أكثر من أن يحاولن_ إرسال قلوبهن إليك ..
أعلم أنك ستصدهن .. أو.. أعلم أنك لن تلقي إليهن بالا ً..
لكنني إمرأة ككل النساء ..
إمرأة حين أعشق ..
إمرأة حين أغار على محبوبي ..
إمرأة حين أخشى عليك من نظرات الحسد ..
أنت يا أيلول لا ترى تجمهرهن على بابي عندما يحين موعد قدومك أو يتراءى لهن ذلك ؟
أنت يا أيلول لا ترى نظرات الحب المتطايرة من أعينهن صوبك ..
لكنّي أراها ..
أحيانا ً .. أخاف أن تراها ..
لكن كلماتك المطمئنة التي تمطرني بها حين الحضور وحين الغياب تخفف من حدة هلعي ..
أنا لم أسألك في يوم هل عشقت غيري ؟
ولماذا أفترض أنك لم ولن تعشق غيري ؟
ألست شهر متقلب المزاج .. كيف أحكم على شهر مزاجي مثلك ؟
لا يكفي أن تكون شهر مولدي .. لست وحدي مواليدك ..
لكنني وحدي من أحظى بقلبك .. أليس كذلك ؟
ولنقل أكثر من هذا ..
همسك الذي يغلفني كوشاح من الياسمين وأتنفس عبيره وشذاه ..
ثم أنكر أنني أسمع همسك ..
أكذب عليك ..
كنت أكذب ..
كنت أتدلل ..
كنت أجبن من المواجهة ..
لكن اليوم ..
لماذا اليوم بالذات أعترف لك ؟
ربما لأنك غادرت .. مع أنك لم تغادر !
لكنك لست هنا ..
لا أحد يراك ..
أنا وحدي فقط من أراك ..
ربما لهذا السبب أجد نفسي وحدي معك بعيدا ً عن أعين النسوة التي تطاردك مع نهاية كل صيف ..
ولا تكف عن المطاردة إلا بعد رحيلك .. حين تدخل غيمتك وتحتجب عن الجميع
إلا عني ..
اليوم همسك كان همسا ً أيلوليا ً ..
كما أحب ..
كما أشتهي ..
كما إعتدت أن أسمع ..
لكن الذي لم تعتد أنت سماعه هو أن همسك أصبح له بداخلي ضجيج
أخشى أن تسمع صداه وأنت في غيمتك البعيدة ..
ما الذي غيرني ؟ لا أعرف ..
ما الذي غيرك ؟ لا أعرف ..
كل ما أعرفه أنني تغيرت وهذا إعتراف يا أيلول ..
هذا إعتراف ..