[align=justify]
تحياتي وشكراً على الدعوة أستاذ فيصل
لن أتعرض بداية لما ورد في مقالة ابن باز رحمه الله ولا الفكر السلفي واختلافه في كثير من المساءل عن الوسطية في الإسلام الذي نشأنا عليه ونشأت عليه كل الأجيال السابقة قبل المد السلفي.
أنا مسلمة سنية وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان مثل معظم أهل بلاد الشام والعراق قبل ظهورالمد السلفي على حساب المذاهب الأربعة، ولا أرى فرق كبير بين المذاهب الأربعة بما فيها مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
لن أحاور في الفكر السلفي واختلاف نظرته للقومية العربية جملة وتفصيلا عن الخط الوسطي الذي يلتقي مع القومية العربية، ولعله يكون لنا حوار في منتدى نور الإسلام بعنوان" حوار بين السلفية والوسطية عند أهل السنة والجماعة ".
ما نحن في صدد نقاشه الآن هو " القومية العربية " والخطأ الجسيم في اعتبارها معادية للإسلام
في الوقت الذي يحارب فيه الاستعمار الغربي بكل قوته الدين الإسلامي ويعمل بكل ما أوتي لتفسيخ الأمة العربية وتهميش اللغة العربية والعمل على طمسها وقتلها تدريجياً وإثارة النعرات الطائفية والعرقية في بلادنا وإثارة التعصب والكراهية للعروبة والإسلام معاً واستغلال كل القوميات في المنطقة ودعمها وإعادة إحياء ما اندثر منها وتزييف وخلق قوميات ليس لها وجود أصلاً بحجج وذرائع طائفية يبقى عليهم لإكمال التفتيت هؤلاء العرب المسلمين الذين يعتزون بعروبتهم ويتمسكون بها ولا يمكن تزييف أنسابهم وجرهم إلى مسمى قوميات أخرى لأنهم يتحصنون في عروبتهم بالإسلام والنسب العربي معاً ويدرك هذا الاستعمار أنه لا يستطع أن يفصّل لهم أي قومية معادية للعروبة وخصوصاً لو أخذنا بعين الاعتبار أن أصحاب هذه الفئة هم الأكثرية الساحقة في الوطن العربي، فلا يبقى بعد طول دراسة غير ضرب الاثنين ببعضهما البعض القومية العربية والإسلامية وكأنهما عدوين لدوديين مع أن العكس هو الصحيح.
لو أخذنا الأمر من المنظور الإسلامي نجد أن الله سبحانه اختار نبيه الخاتم عربياً وأنزل القرآن الكريم بلسان عربي وفرض القيام بشرائع هذا الدين بما فيها فرض الصلاة بلسان عربي، وورد في القرآن الكريم اختيار هذه الأمة العربية لنشر هذا الدين ونصره وحمايته وقد أثبت لنا التاريخ الحكمة الإلهية العظيمة في هذا الاختيار للعرب للحفاظ على هذا الدين وحمايته من البدع والتفرق مذاهب شتى.
انتشر الإسلام ودخلت فيه أمم كالفرس والأتراك وغيرهم وبمسمى الدين احتلوا بلادنا وحكمونا وماذا كانت النتيجة ؟
1 - تهميش العرب واللغة العربية لحساب قومياتهم ولغاتهم
2- نشر الجهل والتخلف والأمية بعد أن كان العالم كله يتعلم منا وهذا مفهوم استعماري في سبيل السيطرة علينا واستغلال موارد بلادنا
3- ظهور عدد كبير من الفرق وانتشار البدع التي كانت في دياناتهم وثقافاتهم بين المسلمين من عرب وغيرهم.
4- إثارة النعرات الطائفية والمذهبية على خلاف ما أمرنا الإسلام مما أسس للكراهية تجاه أهل السنة خاصة والشعور بالغبن عند باقي الملل مما كان له أثر كبير في بداية تقطيع أوصال هذه الأمة وأهلها
5- انحدار وضعف اللغة عند أهلها
في حين لو أردنا محاكمة دراسة التاريخ جيداً وإجراء المقارنة نجد العصور الذهبية لأمتنا ولكل المسلمين كانت حين حكم المسلمون العرب
ليكون لنا قومية إسلامية بالشكل الصحيح الفاعل القادر على الوحدة الإسلامية وحماية المسلمين في العالم يجب أن يكون العرب أقوياء وينعمون بالوحدة والقوة والمنعة ولا بد أن نحافظ على قوميتنا العربية ووحدتنا كما كان عليه الحال زمن الفتوحات.
وإن لم نحافظ على عروبتنا ونحمي قوميتنا من نكون إذا؟!
أمة إسلامية لا اختلاف في هذا ولكن ما هي هويتنا ؟
فرس أو أتراك أو هنود أو أفارقة أو آسياويين أو ماذا؟؟؟!!
نتخلى عن هويتنا ونصبح مثل اليهود الذين يحتلون فلسطين لا هوية ولا انتماء وخليط من مختلف أنحاء العالم لا يعرف له أصل ولا فصل؟؟!!
من نحن وما جنسنا إن أسقطنا قوميتنا العربية واحتفظ كل العالم غيرنا بما فيهم الفرس والأتراك والهنود بقومياتهم لأنه بالتأكيد لا أحد في هذا العالم مستعد أن يتنازل عن قوميته للأسف غير العرب
ولي عودة لأكمل مداخلتي الليلة بإذن الله من مختلف الجوانب الأخرى
دمت وسلمت أستاذ فيصل
[/align]