رد: على فيصل بن الشريف
ان كان الموضوع فعلا يحمل بالنسبة اليك اهمية، فإنني اجد فيك كيلا للدراسات النحوية والبلاغية وفقه اللغة والذي يحول دون الوصول إلى المقصود والذي يتوارى وراء الكلمات والذي لا تستطيع اللغة مهما كانت بليغة وقادرة على التصوير ان تصور هذه العلاقات الخفية التي تربط ما بين الوصف والموصوف والوسط والتفاعلات التي تحدث بين هذه المجالات الثلاثة والتي عبرها تنفذ المفاهيم وتستقى التصورات عن الواقع وعن المقصود من كل عبارة او تعبير..
فهناك في العمق آلية عميقة تختفي بين الكلمات ولا تظهر إلا على المدى البعيد عن استعمالها وترديدها.. وهي التي اشرت إليها بقولي .. لكن من الصعب جدا ان نفهم العلاقات التي تربط ما بين الواقع والإبداع.. طالما السؤال الأساسي ماهي التأثيرات الغير المرغوب فيها والتي يمكن ان تصلنا من خلال هذا الوصف والذي مهما كان معبرا عن الموصوف فإنه يظل قاصرا عن وصف العلاقة التي كانت تربط ما بين الفارس والفرس.. وبالعودة إلى العصر الذي عاش فيه ابن غفاجة والذي اتسم بالصراعات الطائفية ما بين الطوائف المتنازعة على حكم بلاد الأندلس والتي كانت تتراوح مابين الإمتداد والتقهقر فيما كل فريق يستعين بالعدو لرد تقدم غريمه.
ونحن في المغرب بفعل الدور الذي لعبه يوسف ابن تاشفيف ومحاولته ضم بلاد الاندلس بعدما لم يعجبه الوضع هناك مما استدعى قيامه بحملة ثانية كاذ يحقق فيها غرضه لولا ان وفاته وتفرق الأمر بعده حال بين ذلك..ونعرف تماما بفعل الاحتكاك والتبادل الثقافي نذرك ان هذه العلاقات لم تكن صادقة وانما نعدها سجالات لغوية محظة واية محاولة لإعتبارها غير ذلك تنتج عنها مخاطر لا يمكن وقف اثرها على المدى القريب والبعيد.. تصور الحمولة التي تحملها وهي بصفتيها اللغوية والواقعية لا تزيد الحركة إلا شللا والواقع إلا ترديا.. كيف والفروسية وبالمعنى الذي نستشفه منها لا يستعمل إلا ضد الإخوان ونظرة واحدة إلى هذا المفهوم والواقع الذي نعيشه في أفغانستان أو باكستان يكفي ليصف الواقع الذي يمكن ان نستشفه لو احيينا هذا الواقع.. ونذرك اننا بدل مواجهة الأعداء الحقيقين سوف نواجه بعضنا بعضا ونقاتل انفسنا ونحطم احلامنا
المهم اننا في مثل هذه القصيدة لا نستشف روح الفروسية بقدر ما نستشف روح العصر الذي كان يميل إلى المحسنات البديعية بفعل تأثره بإعجاز القرءان اللغوي والذي اجج في النفوس روح التقليد مما انتج كتابات لا تعبر عن الواقع بقدر ما تعبر عن التمكن من اللغة ومدى سلاسة التعامل معها وهو العصر الذي انتج فيما بعد جيل المقامات والتي بدل ان تجعل الركب يسير اوقفته وجعلته يجتر ذاته.. واض
|