أنطق يا حرف
أنطق يا حرف عني .. أنا ما عدت أقدر على النطق .
كلما حاولت أن أكبر قليلا ً ..
أن أغدو في عينيك إمرأة كباقي النساء ..
كلما حاولت أن أخلع عني دميتي ذات الجدائل الملونة ..
وأرسم في عينيَّ الكحل ..
وأتحدى بأنوثتي أنف تلك المرآة ..
يأتيني طيفك .. ثملا ً .. مترنحا ً.. متهاويا ً
يحمل بين أنامله آخر كؤوس العشق ..
وعلى كتفيه يرتدي كل الإحتمالات ..
ومن فمه تفوح رائحة الظنون والتساؤلات ..
أنا أخشى غيابك ..
نعم .. أنا أخشى غيابك .
أخشى الحرائق التي تشتعل في قلبك .. في عقلك .. في فكرك .. في ليلك .. في فجرك .. في ضحاك .
ولا أستطيع أنا ودميتي ذات الجدائل الملونة أن نخمدها ..
ترسمني قمرا ً .. عروسا ً .. ملاكا ً .. زهرةً .. طوق نجاة ..
ثم تثور بلا سبب ..
فتمزق كل الخطوط ..
وأنا لا أستطيع لملمة الخطوط المهترئة ..
لا أستطيع قراءة اللوحة الممزقة ..
ولا أستطيع قراءتك ..
دميتي أشفقت عليَّ ورجتني ذات مساء ..
أن أغمض عينيَّ ولا أراك ..
وأن أكسر هذه المرآة الشريرة التي تأخذني منها ..
وأن أخلع عني الحروف ..
ووجع الحروف ..
هل أمتثل لرغبة دميتي ذات الجدائل الملونة ..
أنطق أنت يا حرف عني .. أنا ما عدت أقدر على النطق .