عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 01 / 2008, 18 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


أريــــــــــــد وطنــــــــــــــــــاً

[frame="14 98"]آريــــــــــــــــــد وطـــــــــــــــــــــــنا !! [/frame]








ثريــــــــا نــــــــــــافع



ها هى الاجازة قد أتت بفانوسها السحري وبدأت معها قوافل المسافرين بالاستعداد لموسم الانطلاق والتحرر من روتين يقبض عل رقابنا طوال شهور العمل المضني وحرارة تطبق على الارواح , وها هى الوجوه تطفح بالبهجة واشعر بها فى كل لحظة من لحظات الاستعداد فتمتلئ بالحياة وكأنما يشاركون فى تلوينها ..


فلا يعود يؤرقهم ماض مستهدف ولا يخيفهم مستقبل ابيح دمه ..


كل من االتقيه متحمس للعودة الى وطنه واهله , واصدقاء طفولة لا تحتمل الم الفراق , وشوراع مدن تبثهم الحنين بالحنين..


وانظر الى تلك الوجوه واتحسس الحماسة والفرحة التى تغرقها وهى منطلقة بنفوس عامرة بالاشتياق, لينتابني وجع السؤال عن ماهية هذا الشعور والذى لم اتذوقه


ابدا ؟؟!!


فأنا اسافر كما يسافر الناس , وربما اكثر من غيري , وربما اذهب الى اماكن وديار يحلم بها كثيرون , ولكني ومنذ ولادتي فى اعماقي اتمنى لو ان لي وطنا آوي اليه بعد طول اغتراب , اتوق الى ترابه , اتنشق عبير سماواته وبحاره , اقطف نجماته وازين بها جبين نفسي المكسورة , ينتظر عودتي واحن انا للعودة اليه حاملة فى جعبتي حكايات وحكايات عن غربتي ..


كم يحزنني بأن اكون واحدة من تلك المراكب التائهة فى عرض بحور الحياة , والتى تتساوى كل البحار بالنسبة اليها .. واحدة من هذا الشعب المسجون ضمن معادلات لا يجوز له ان يتحرك الا ضمنها ..


فنبدو للعيان وكأننا نسينا وتعودنا واينما " نرسي نمسي " دون اى شعور بألم .. لتمضى بنا الحياة تاركة فوق وجوهنا بصمات حزينة وهموم سنين تركت اعباء تجاعيد فى نفوسنا لا تلغيها اى مكانة اجتماعية وصلنا اليها , وغالبا ما نبحث عن فرح مفقود ..


اريد وطنا يابشر ...


انني باحثة عن وطن .. فهل هناك من يهبني حتى الاحساس به ؟؟


اريده بكل عطش السنين ..


اريد ان اشم رائحة الماضي فيه عندما امر علي مدرستي القديمة أو بيتي القديم أو حتى منزل جدي الذي رحل ..


اريد طفولتي الضالة بين وجوه الاطفال فى كل حين ..


اريد شجرة كنت اتمنى ان تكون وطني الصغير حين اسند رأسي على جذعها واغفو تحت اوراقها باطمئنان ..


لا اريد مكانا يرتد الى ذاكرتي احيانا ومن ثم يختفى ..


إنما اريد صورة متكاملة عن الوطن الغائب برائحه ترابه وظلمته وضوضاؤه وضيائه, بليله وصباحه وشمسه وقمره بروائح الياسمين وببنفسجه الحزين ..


اريده واقعا حيا بساحاته الواسعة , بأشجار زيتونه وصفاء سماواته ..



اريده بكل صفاته المميزة التى تعشش فى ذاكرتي ..



اريد قيمة لاحاسيسي المعبقة به , اريد ان اتغرب واعود اليه .. اريد ان احكى عنه الحكايات فى غربتي اريد ان اتذكر اهلي واقاربي .. اريد ان تحفر فى ذاكرتي الوانه وانهاره وبحاره وازقته وشوارعه ومعالمه المبهجة القديمة والحديثة ..



اريد ان احكي له حكايات غربتي عندما اعود اليه.



اريد عاصمة لوطني افتخر بمعالمها وانجازاتها وبحضارتها المنبعثة من اعماق التاريخ والمشرئبة على المستقبل لتكون قرينة للخصب وتدفق الغيث وسرا للحياة ..



اريد وطنا بانسامه ورباه ووديانه ..



واخيرا اريد ان اكون مثل اى مقيم لا يضيره ان يكون مقيما لانه عائد الى وطنه ليكون فيه مواطنا ..


فالوطن يعيش فى قلوب البشر يقتاتون من نبضاته ويحيون على دماءه ليهبهم الامن والامان ..


هذا هو الشعور بالوطن الذى اريد .. فهل من مجيب ؟؟



ان شعوري كفلسطينية مختلف جدا.. موجع حتى النخاع , لقد تعرض وطني لعملية ازالة عن الخريطة العالمية , وشعبنا مازال يتعرض لضغوط ليس لها مثيل فى تاريخ الشعوب لقتل الوطن داخل قلبه وانتزاعه حتى من افكاره.. وتدور ايامنا ما بين مهاجر بلا عودة ومقيم فى مكان ما بلا امل فى رجعة لنصبح خليطا بلا اى انسجام , نتسابق لنسيان الماضي التهمة ورجم المستقبل البعيد ..



وكل هذا يزيد من احتراقنا وتعميق الاسي فى نفوسنا حتى اصبحنا مثل غابات كانت عامرة بالخير والحياة ثم اكلتها النيران بفعل فاعل او بعوامل الطبيعة ..


فهل تلومها العصافير اذا لاذت بها ولم تجد لها اوراقا او غصونا لتختبئ تحت طياتها؟



وهل يلومها طالب رزق اذا ما قصدها فوجدها تنعى نفسها بسوادها ؟؟



وعلى الرغم من كل هذا الاسى لا انكر انني قد جربت فرحة العودة لهذا البلد بالذات " مصر" اتذوق شيئا من فرح بانني عائدة لصدر كان ومازال ملاذي , كان لي فيه ايام عمر طويل , اعود اليها لأجد اصدقاء واهل وبيت واشياء كثيرة فى انتظاري لأستأنف الحياة طاوية صدري على وخزات غربة احاول ان اتناساها لتستمر الحياة ..



اتجول فى شوارعها وطرقاتها احفظها وارسمها وشما فى الذاكرة , والحقيقة انها رغبة لا شعورية عندما اودعها وداع اى احبة لتفترق ومن ثم تعود , لاحلم فيها فى غربتى االقصيرة الاختيارية فقد كانت لى العوض فى غربتي التى فرضت علي ..


تحية من اعماق قلبي المتعب الخائف من تصاريف الايام اكثر من اى كائن فى هذه الحياة لهذا الميناء الذى اعود اليه كلما ضجرت من التجوال واقيم فيه باى صفة لانني احبه ..


ثريا إسماعيل نافع
· فلسطينية الهم والجذور .. تطلب دفئا من كل الموانئ والصدور
· مصرية القلب .. ومصر صنو روحها .. اصطفت أرضها بلسما لكل جروحها
· قطرية الحب والهوى وفوق أرضها نسجت أحلامها وفاضت أمواجها
· كونية الانتماء .. إنسانية الاتجاه .. تتقبل الآخر بنبع من صفاء ..
· أول صحفية عربية التقت بصاحب نظرية حوار الحضارات الرئيس الإيراني الدكتور "خاتمي "
· كاتبة عمود أسبوعي في جريدة الراية القطرية والعديد من المجلات والدوريات
· عضو متطوع وفاعل في جماعة حقوق الإنسان العالمية " نيويورك"
· عضو متطوع في لجنة البحوث والدراسات بجمعية الهلال الأحمر القطري
· عضو متطوع في لجنة أصدقاء البيئة
· عضو الجمعية الفلسفية المصرية
· عضو منتسب لنادي القصة القصيرة بجمهورية مصر العربية
· عضو جمعية المراسلين الأجانب بجمهورية مصر العربية
عملت مدير عام شركة نيوترى سيستم الاميريكية 2000 - 2002
· عملت مدير علاقات عامة في المستشفى الاميريكى بقطر 2002-2004
· نائب الأمين العام والمدير الإعلامي لجمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات بسويسرا www.atida.org
من مؤلفاتها
· تأملات في الحياة والناس " فلسفي "
· كلمات إلى مجهول "وجدانيات "
· باقة زهور على قبر الحب " مجموعة قصصية "
· أبواب مغلقة " مجموعة قصصية "
· طقوس الزمن المحال " مجموعة قصصية "
· متاهات 1 "كتابات ساخرة
· متاهات 2
· متاهات 3
· متاهات 4
خاتمي الإنسان رؤية مختلفة
· رواية فضاء الجسد
· دليلك إلى الطب الرياضي " مترجم عن الانجليزية "
المساج خطوة خطوة "مترجم عن الانجليزية "

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس