القبطان
آتيك اليوم بوردة .. أحمل إليك بين يدي وردة .. أحمل إليك قلبي ..
وردة ذابلة ..
لم تروِها نظرة حب.. لم تدغدغ أوراقها لمسة حب .. لم تداعب أفقها الغض كلمة حب ..
بالأمس وفي غفلة من حلم المساء ..
أتيتني زائرا ً ..
وعندما أطلتَ المكوث .. فتحتُ لك قلبي ..
قلتُ لك أنا غريبة بعدك ..
تعصف بيّ رياح الغربة من دونك ..
يشار إليّ بالغريبة ..
أنا اليوم غريبة يا قبطان .
ليتك اليوم معي ..
ليتك اليوم .. وكل يوم معي .
أعلم أنك تعد قاربك للرحيل عبر القارات ..
آخر مرة ودعتنا كانت ذات صيف قائظ ..
كنت تشكو الحرّ والغربة والفرقة ومرارة البعد ..
حملت لنا بين ضلوعك قطوفا ً من العنب .. قلت أنك قطفتها لنا من سماء الجيران ..
دعوتنا لمائدة من العنب ..
قطفنا وأكلنا وشبعنا ولهونا وافترقنا .
اليوم تركتَ مركبك وتركتَ البحر وتسلقتَ صحاري الهم والسراب ..
من يترك البحر يا قبطان في هذا الحرّ القائظ ؟
من يترك البحر وينشد مضارب داحس والغبراء .
عد ّ إليّ ..
عدّ إلى مركبك ..
البحر يناديك .. قلبي يناديك .. قطوف العنب معلقة في سمائنا اليوم .. من يقطفها ؟
لم أكمل حديثي يا زائري ..
لملمت بقية الحلم وتقهقرت ..
كما تتقهقر كل اللحظات الجميلة لتتقدمها لحظات رمادية تعصف برياح البكاء ..
ولكن على صدر من أبكي يا قبطان ؟