31 / 10 / 2009, 45 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي
|
سنعود - عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)
[align=center] سنعود[/align]
[align=left][align=center]عبد الكريم الكرمي[/align][/align]
[align=center]  [/align]
[align=center] خَلَعتُ على ملاعبها شَبابي **** وأحلامي على خُضْرِ الرَّوابي
ولي في كُلِّ مُنْعَطَفٍ لقاءٌ **** مُوَشَّى بالسّلام وبالعِتاب
وما رَوَت المروجُ سوى غنائي **** وما رَوَّى الكرومَ سوى شرَابي
سلي الأُفقَ المُعَطّرَ عن جَناحي **** شذاً وصباً يرفُّ على السَّحاب
ولي في غَوطتيْكِ هوى قديمٌ **** تَغلغلَ في أمانيَّ العِذاب
وفي «بَردَاكِ» تاريخُ الليالي **** كأني كنتُ أقرأُ في كِتاب
دَرَجْتُ على ثَراكِ ومِلْءُ نَفسِي **** عَبيرُ الخالدين مِن التُّرابِ
أُلَملِمُ مِنْ دُروبكِ كُلَّ نَجْمٍ **** وأَنْثُرُهُ، أُضيءُ بهِ رِحابي
وعدتُ إلى حِماك خيالَ شَعْبٍ **** يطوفُ على الطُّلولِ وفي الشِّعاب
************
أتُنكرُني دمشق؟!… وكانَ عهدي **** بِها أن لا تُلَوَّحَ بالسَّراب
أتُنْكِرُني؟!… وفي قلبي سَناها **** وأَعرافُ العُروبةِ في إهابي
أمالي في الديار ظِلالُ حبٍّ!.. **** شفيعُ صبَابتي عِندَ الحِساب
فلسطينُ الحبيبة كيف أغفُو **** وفي عَيْنَيَّ أَطيافُ العَذابِ
أُطهِرُ باسمكِ الدُّنيا ولو لَمْ **** يبرّحْ بي الهوى لَكَتَمْتُ ما بِي
تَمُرُّ قوافلُ الأيّامِ تروي **** مُؤامرة الأَعادي والصِّحاب
فلسطينُ الحبيبة!… كيف أَحيا **** بعيداً عَنْ سهولك والهضاب
تُناديني السُّفوحُ مُخَضَّباتٍ **** وفي الآفاقِ آثارُ الخِضاب
تُناديني الشواطئ باكياتٍ **** وفي سَمْعِ الزمانِ صَدى انْتِحاب
تُناديني الجداولُ شارداتٍ **** تَسير غريبةً دون اغتراب
تُناديني مدائنُك اليتامَى **** تُناديني قُراك مع القِبابِ
*******************
وَيسألُني الرفاقُ ألا لقاءٌ **** وهَلْ مِنْ عودة بعدَ الغِيابِ
أجل!.. سنُقبِّلُ التُّربَ المُنَدَّى **** وفوقَ شِفاهنا حُمْرُ الرِغَاب
غداً سنعود والأجيالُ تُصغي **** إلى وقع الخطى عِندَ الإِياب
نَعودُ مع العواصفِ داوياتٍ **** مع البَرْقِ المقدَّسِ والشِّهابِ
مع الأمل المجنَّح والأغاني **** مع النّسرِ المحلِّق والعقاب
مع الفجرِ الضحوكِ على الصحارى**** نعودُ مع الصَّباح على العُباب
مع الراياتِ دامية الحواشي **** على وهَجِ الأسنّة والحراب
****************
وَنَحْنُ الثائرين، بكل أرضٍ **** سَنَصْهَرُ باللَّظى نِيرَ الرِّقاب
تُذِيبُ القلبَ رَنَّةُ كُلِّ قيدٍ **** ويجرَحُ في الجوانحِ كُلُّ ناب
أجل!.. ستعودُ آلافُ الضحايا **** ضحايا الظلم تَفْتَحُ كُلَّ باب
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|