[ميساء البشيتي]

رشيد

شكرا لطرحك الموضوع للنقاش بعد هذا الربط الجميل بينهما

الوحدة بالنسبة لي تشكل لي هاجس منذ الصغر .. كنت وأنا طفلة صغيرة

أخاف على والدي من هذه الوحدة ولا أعلم ماذا بوسعي ان أفعل لهما حتى أجنبهما

هذا الشعور القاسي .. طبعا العبد في التفكير والرب في التدبير .. ومهما فكر الانسان

لن يصل لمقدورات الخالق ولا لما يخبئه القدر وبالنهاية قد أكون شعرت بالطمأنينة

النسبية تجاههما ولكن بعد أن كبرت فهمت أن الوحدة لا تقترن بالسن أو بعدم وجود أشخاص حولك

فالوحدة شعور قد يشعر به أولادنا وهم في هذه السن الصغيرة ونحن من حولهم وقد نشعر به نحن

ونحن في أوج عطائنا والجميع من حولنا فما هو الشعور بالوحدة إذا وكيف نعالجه ؟

لست أخصائية نفسية ولا مطلعة بشكل جيد على هذا الموضوع ولكني من خلال تجربتي البسيطة بالحياة

أقول أن الوحدة شعور قد يعصف بنا لفترات محددة تطول أو تقصر حسب الحالة التي سببت هذا الشعور

قد نشعر بالوحدة لخسارة صديق أو حبيب أو قريب أو جار أو أي شخص كان يشغل حيزا ً في قلبنا وتفكيرنا

وبما أن الانسان أصعب ما يمكن تعويضه في حالة الفقد لذلك هنا نشعر بالوحدة في هذه الفترة التي نكون بها

متأرجحين بين الحنين إلى هذا المفقود وبين الفراغ الذي خلفه غيابه .. طبعا الشعور بالوحدة قد يكبر ان كان

هناك هجر أو خيانة أو غدر أو كذب من الآخر وهنا قد نحتاج أن نضاعف من جرعة العلاج حتى نتخطى الأزمة

لكن هل لو ظهر أي شخص بهذه الفترة ممكن أن يبدد شعور الوحدة .. لا أجزم ولكنها محاولة قد لا تفيد

وقد لا تضر ولو أنني أرى أن الوحدة في بدايتها ضرورية حتى يرتاح الانسان المجروح ويتقبل فكرة أنه

فقد من كان يشغل قلبه وفكره وحياته .. لذلك يجب أن لا نستعجل ونلح بطلب الخروج من حالة الوحدة بل

نتركه فترة من الوقت .. ربما يحتاج من تلقاء نفسه الخروج من هذه الوحدة .

أتمنى أني لم أطل عليكم .. شكرا أحبتي .. شكرا رشيد .. نصيرة .. مرفت .. الجميع