عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 11 / 2009, 19 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
أيمن عبد الهادي
كاتب نور أدبي
 





أيمن عبد الهادي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

tq الزى الفلسطينى شكل سلاحا من الممكن أن ندافع به عن هويتنا الفلسطينية

• الزى الفلسطينى شكل سلاحا من الممكن أن ندافع به عن هويتنا الفلسطينية 0

*استطاعت المرأة الفلسطينية أن تصور معالم قريتها والطبيعة المحيطة بها 0

***مها السقا مديرة مركز التراث الفلسطينى فى بيت لحم فى حوار صريح مع الكرامة :


تقرير :أيمن عبد الهادى


ايمانا منها بأن الهوية الفلسطينية قديمة قدم التاريخ وباقية الى الأبد وتصديقا لما تؤمن به *** أخذت تنقب فى ذاكرة التاريخ عن معالم تراث لم يزل يقبع حيا وتفتش فى حنايا الزمن عن تفاصيل فنون أبت أن تندثر 0
انها السيدة / مها السقا مديرة مركز التراث الفلسطينى فى بيت لحم ،وبكلمات عشق للوطن والأرض والتراث بدأت السيدة مها السقا حديثها معنا حيث تقول :
إننى أعمل فى هذا المجال منذ بداية الإنتفاضة الأولى للآن ،فقد شعرنا فى الإنتفاضة أن الأمل مازال موجودا فى استرداد حقنا المسلوب كما أن الإنتفاضة كان لها الأثر المباشر فى البحث عن فكرة تؤكد من خلالها على جذورنا وتراثنا الذى لايمكن أن يزول أبدا مهما مر من الزمن 0
ومن هنا وجدنا أن الزى الفلسطينى شكل بألوانه وتكويناته الفنية هوية مستقلة لكل قرية أو مدينة فلسطينية وأنه فى نفس الوقت يمثل سلاحا من الممكن أن ندافع به عن هويتنا الفلسطينية 0
فالتراث الفلسطينى بأكمله شكل هوية مازالت قائمة تثبت وجودنا لهذه القرى الفلسطينية وتؤكد جذورنا وأصولنا الموروثة 0
وقد بدأت مشروعى هذا بعرض للأزياء الشعبية ولاقيت فيه تفاعلا رائعا من قبل الجمهور واقبالا كبيرا على الأزياء من قبل جماهيرنا الفلسطينية ،ثم بعد ذلك فكرت بأن أضيف إلى عرض الأزياء
عمل بطاقات أو كارتات مصورة لفتيات فلسطينيات يرتدين أزياء شعبية فلسطينية متنوعة 000 كل مجموعة تمثل قرية أو مدينة ،كما أنه من الممكن استخدامها فى المراسلات الخارجية ليتعرف العالم من خلالها على تراثنا وأننا شعبا له حضارته وبهذا نستطيع أن نؤكد على خطأ المقولة السائدة بأن فلسطين أرض بلا شعب بل نحن شعب هذه الأرض ،شعب له تاريخه العريق 000 لذا فإننى من خلال هذه الصور والبطاقات استطعت ربط البشر بالحجر 00 كما أننى وثقت المعالم الدينية والأثرية والتاريخية على خلفية الزى الفلسطينى باعتباره هوية لوجودنا فى كل قرية ومدينة فلسطينية

* تؤكدين على أن الزى الفلسطينى ما هو إلا تأكيدا على الهوية كيف ذلك؟

بالتأكيد 00 كل زى يمثل قرية على اعتبار أن الفلسطينية كانت تكتب قصة قريتها من خلال الزخارف المحيط بهذه القرية أو بكلام آخر 000
استطاعت الفلسطينية تصوير معالم قريتها والطبيعة المحيطة بها وكذلك كل ما يرمز إلى معتقداتها فكان كل ثوب يختلف كليا عن الثوب ]الأخر لمدينة أو قرية أخرى فمثلا مدينة الخليل وهى مكونة من عدة قرى نجد أن كل قرية لها زيها الخاص بزخارفه وتكويناتهالفنيةالذى تستطيع تمييزه عن زى القرية الأخرى فالزخارف على هذا الثوب الى جانب موديل الثوب يختلف بالإضافة إلى التطريز ونوع القماش ،وكما هو موضح فى الصورة تستطيع أن تعرف المرأة الفلسطينية من أى مدينة هى وأى منطقة يمثل هذا الثوب 0
غطاء الرأس يختلف من قرية ألى أخرى والشظوة والخرقة كما أننى وجدت شيئا جديدا يعتبر بمثابة هوية للقرية الفلسطينية وهى المخدات وقد وجدت منها حوالى 120 صورة لمخدات قديمة عاودت انتاجها مرة أخرى من خلال تكبير هذه الصورة واعطاؤها لمرأة فلسطينية كبيرة فى السن حتى تستطيع إخراجها على أرض الواقع كما هى 0
وقد استعانت بذاكرتها على رسم هذه اللوحات الرائعة التى تمثل الحياة لشعبنا الفلسطينىقديما 0
وتضيف مها السقا قائلة :هناك فى المركز يوجد مكتبة قيمة جدا تحتوى العديد من كتب التراث مفتوحة لكل الطلاب بدون مقابل ويستطيعون المكوث فيها الساعات التى يريدون ،يطالعون ،يصورون لكن لا نستطيع اخراج أى كتاب من المكتبة لأنها كتب قيمة جدا وهذة المكتبة فى بيت لحم (مكتبة المركز)وهذا المركز معتمد من قبل وزارة التربية والتعليم خاصة لمدارس الضفة الغربية وقطاع غزة
للتعريف بخمسين عاما على النكبة من خلال التراث الفلسطينى 0

بداياتك كيف كانت من وقف بجانبك لبناء هذا المشروع ؟

فى الحقيقة أننى نشأت فى بيت فلسطينى علمنى حب الوطن والدفاع عنه بكل ما أملك ،وبأى شىء أبى كان مناضلا من سنة 1936 وهو مبعد من سنة 1948 من بيت لحم إلى غزة كما أن ثلاثة من إخوتى ولدوا فى غزة ولأجل ذلك تربطنى علاقة حميمة بغزة فقد سكنت فى غزة من 48 حتى 56 بحى الرمال وعندما جاء الإعفاء عنهم ليرجعوا إلى بلدهم (بيت لحم )عدنا إلا أن أبى وبعد حرب حزيران أبعد مرة أخرى منذ 67 وأنا أعيش مع زوجى فى بيت لحم الذى دعمنى ماديا وروحيا ونفسيا ومعنويا ولولا أولادى وزوجى ماكنت قد استطعت أن أفعل شيئا أو أستمر ،فلم أتلق أى دعم مادى من أى جهة كانت سوى زوجى ،وإن الدعم المعنوى جائنى من كل الوزارات مثل وزارة الثقافة والتربية والتعليم ووزارة السياحة والتوجيه السياسى والمعنوى ومن كل الجهات التى زارتنى والمسؤولين الكبار 0
إلى جانب دعم الطلاب فى المدارس ،فعندما تكتب لى طفلة فلسطينية أن هذا قد أصبح سلاحا ندافع به عن كل قرية أو مدينة فلسطينية وأنك قد جمعت الوطن فى ثنايا غرفة واحدة وجمعت التاريخ فى محطة واحدة وهذا أكبر وسام يعلق لى 000 من أطفال صغار يشاهدوننى لأول مرة وكان هذا إنبهارا كبيرا بهذا العمل0 وإلى جانب ذلك أطلب تواصل الدعم من من السلطة ومن كل مؤسسة عربية أو أجنبية مسلمة كانت أم مسيحية أو فصائلية دون ان يؤثر ذلك على رغبتنا فى حفظ واحياء التراث ،فأنا لى فكرى السياسى لكنى لم ادخله فى التراث ولو سيست التراث فسوف احجمه ،فالتراث للجميع وأنا مع الجميع أشتغل بقناعة أن الإنتماء السياسىلايمنع اشتراكنا معا فى هذا المشروع ،لذا فأنا سعيدة بأن كل بناتى له8ن انتماؤهن السياسى المتنوع 0 كما أن انتمائى أنا شخصيا وفكرى السياسى لم يؤثر على وانتمائى فقط للوطن وفكر الإنسان يظا ملكا له وأنا أعمل للوطن وأتمنى أن يكون كل فرد منا بل وجميعنا نعمل لهدف واحد 000 ولذلك خصصت المركز لكل فلسطين بجميع انتماءاتها الفكرية والسياسية فالتراث لا يسيس أبدا 0

*هل هذه هى المرة الأولى التى تشاركين فيها بهذا المعرض ؟(معرض غزة للكتاب )


لقد شاركت فى العديد من المعارض بدعوة من وزارة الثقافة ومن فيصل الحسينى ومن أم جهاد فى قطر والبحرين وألمانيا فى معرض برلين الدولى للسياحة الأول ،وقد لاقى تفاعلا كبيرا من قبل العرب والفلسطينيين المغتربين والأجانب أيضا الذين انبهروا لجمال المناطق فى بلدنا والطبيعة الجبلية الجميلة 0
وفى بيت لحم شاركت فى معرض الكتاب وكان ناجحا جدا حيث شاركت بالتراث المادى الذى يوضح المعالم التاريخية والدينية والأثرية وبالزى الشعبى باعتباره هوية ،فالنسيج الفلسطينى الذى عمره
7000 سنه والتطريز الذى عمره 4500 سنه طبعا كل هذا وصلت اليه من خلال أبحاث فى المخيمات حيث أخذت الحقلئق من أفواه أصحابها وهى أصدق الحقائق وكانت دراستى معظمها ميدانيه وذلك بعمل استمارات خاصة أعرضها على الأفراد الذين تجاوز عمرهم السبعين عاما وتعتبر هذه المعلومات ثمينة كما وتعتبر ثروة وطنية لابد الحفاظ عليها 0
ولى مطلب أرجو تحقيقه وهو أن تكون ضمن المناهج المدرسية وخاصة فى الصفوف الأولى توثيق لهذاغ التراث وعمل استمارات لكل فصل مدرسى لتنشيط الطلاب ودفعهم إلى جمع معلومات كاملة
ليس فقط عن التراث الشعبى بل عن أكلاتنا الشعبية وأغانينا ورقصاتنا والفلكلور والأهازيج الفلسطينية والمقولات الشعبية التى تقال فى الأفراح والأتراح لأنه فى الحقيقة إذا لم تجمع هذه الكنوز من
أصحابها فسوف تموت وتدفن وتندثر بموتهم 0
وقد استقيت معظم معلوماتى من أفواه أصحابها إلى جانب المطالعة ،فأنا عندى مكتبة غنية جدا بالكتب القيمة التى استفدت منها كثيرا وأنا اشجع كل فرد أن يهتم بهذا التراث لأنه مهما عملنا من أجله لن نستطيع أن نعطيه حقه 0
وبالنسبة للعمل الجماعى لابد أن يكون كل واحد مكملا للأخر مع توفر المنافسة الإيجابية التى تهدف الإبداع ،وأنا مستعدة لتقديم العون لأى فرد يريد المساهمة بهذا العمل ،ونتمنى أن نبنى فى كل قرية ومدينة فلسطينية ولو غرفة صغيرة لجمع تراث هذه القرية أو المدينة حتى تستطيع وزارة الثقافة أن تجمع هذه التراثات وتضعها فى كتيبات فالفرد يموت والتراث باق 0
ومن الأشياء التى تعتبر من ضمن التراثات المادية التى استطعت الحصول عليها ،صندوق العروس الى جانب المخدات وأطباق القش والتطريز ،فنحن نعتز بكل هذا لما يحمله من تأكيد على بطلان تلك المقولة السائدة والتى تقول بأن هذه الأرض بلا شعب بل هذه الأرض لنا ونحن أصحاب هذه الأرض بكل ما فيها من معالم تاريخية 0
الأخت مها السقا 00 بصفتك تشرفين على أهم مشروع وطنى فلسطينى بما يمثل من ماض وحاضر ومستقبل ،لماذا لاتطمحين أن يكون لكم مركز دائم فى قطاع غزة بل وفى كل المناطق الفلسطينية؟
بالطبع أنا أحلم بذلك ولكن هذا لن يكون الا تحت إشراف مؤسسات وهيئات ثقافية أخرى تساهم فى ذلك معى 00 فأنا أحلم بإقامة المتحف المتكامل إلى جانب ما أقوم به حاليا من تمهيدات لإقامة متحف خاص ببيت لحم ،فعندى البناء والخبرة والدراسات الميدانية إلى جانب 600 متر مربع تبرع بها زوجى ولم يبق سوى الديكور وتنسيقه مع المساحة 0
وسوف تساعدنى ابنتى فى هذا المشروع حيث أنها أنهت دراستها فى الآثار وإنشاء الله سوف نتمكن من اكمال هذا المشروع الذى سيكون مزارا لأطفالنا وزوارنا من العالم العربى والأجنبى لمعرفة هذا التراث الجميل والعريق خاصة وأن الإحتلالات العديدة طمست هذا التراث وإسرائيل أكملت عليه من خلال بعثها السماسرة لشراء هذا التراث والإحتفاظ به أو حتى حرقه حتى يتم شطبه والغائه نهائيا من ذاكرة شعبنا 0
انشاء المتحف واتمامه أصبح أهم شىء أو أهم هدف يلازمنى حيث أنه سيتيح لنا اقامة ندوات ثقافية ودورات تعليمية للتطريز مثل قطبة القصب وقطبة التشريكة 000 الخ
كل هذا موجود عندى بكتالوج بالرسم والكتابة والشرح إلا أننى لم أطبعه للآن ،وفى هذا الكتالوج يوجد تصميمات متنوعة تنتمى لعدة قرى ومدن منها المجدل وصفد ونابلس 00 حتى الصبغات ومصادرها موادها الطبيعية مدون عندى فالأصفر مثلا من الزعفران والأخضر من ورق الشجر والأحمر من حيوان يسمى الموريكس كان موجودا على ساحل البحر الأبيض المتوسط فكنا نأخد دمه وننقع فيه الأصواف والخيطان والخامات ثم ننسج بها القماش ،لذلك كانت هذه الألوان الزاهية تحتفظ برونقها وجمالها حتى الآن 0
أخيرا ماهو انطباعك عن المعرض فيما يخص اقبال الجماهير على منتجاتك ؟
أنا سعيدة جدا بهذه المشاركة وهناك إقبال ولهفة على الشراء من قبيل الإعجاب بأثوابنا الفلسطينية 0
كل مدرسة تأتى لدينا نبيع طلابها الكارت بنصف شيكل وتكلفته لى 45 أغورة فمن خلال هذا المعرض استطعت أن أشارك فى تصميم المعرفة عن طريق الإعلام المرئى والمسموع والمقروء
والذى هو ضرورى جدا ،لأن إسرائيل كونت دولتها بالإعلام ،فقد كانت أكذوبة ثم أصبحت حقيقة ونحن أصحاب الأرض ولدينا كل الحقائق ويجب أن ندافع عنها 0
كلمة أخيرة توجهينها لأبناء المستقبل :
علينا أن نردد دائما "تنسانى نفسى لو نسيتك يافلسطين " فإذا لم تكن فلسطين وطننا فأين الوطن وإذا غدونا بلا وطن فمن نكون ؟ فمزيد من العمل والصمود وليصر كل فرد على أن ينجح فى موقعه حتى نبنى الوطن 0
***
ملاحظة :(هذا التقرير تم إعداده سنة 1999 عندما حضرت السيدة مها السقا إلى مدينة غزة للمشاركة فى معرض فلسطين للكتاب )0

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
أيمن عبد الهادي غير متصل   رد مع اقتباس