تبدو الأوضاع مُزرية..
إنتكاسات متوالية لقيّمِ العقل و للحرية..
إنعدمت العدالة الأنسانية في عالمٍ يملؤه الذئاب و يُطبّق عليه قانون الغاب.
لم يتبقى أي شيءٍ يدعو للتفاؤل.
طغت علينا كل أشكال التمييز و كل أشكال الأضطهاد و الحقد و الأستغلال.. أعمانا التعصب
كل شيء يوحي بالتشاؤم.
بحركةٍ حثيثة، تواصل الجماهير المهزومة مسيرتها خلف زعماء لا هم لهم سوى عروشهم.. لم يأبهوا بوطنٍ يئن من كثرة الجراح و إستشرى فيه الفساد.. وطناً عربياً كبيراً.. أثخنه الظلمُ و التعذيب و تداول عليه لصوص الأوطان..
تمضي الجماهير كالقطيع، يرددون خطبهم العصماء و قصائدهم البلهاء تملقاً و طمعاً في الفتات.
ها هم يصلون الى عنق الزجاجة.. الى مشارف الهاوية.
بأندفاعٍ كسيلٍ جارف.. يُقذف بهم أفواجاً أفواجاً في دوامةٍ من الظلام و التبعية.. لينتهوا الى القعر السحيق.
من بين الحشود.. أطلت بهامةٍ مرفوعةٍ و هيبةٍ وقورة
عريقة الملامح.. حميدة الصفات..
شامخة كشموخ جبل الكرمل
إنبثقت من جذورِ أجدادها.. كزيتونةٍ فوق "المُكبِّر".. مُطلة بصلاتها على رحاب بيت المقدس
فروعها تعانق السماء و جذورها تضرب في الأعماق
بهامتها الشامخة و إبائها العظيم رفعت رايتها عاليةً خفاقة
مشت واثقة الخطوة.. بكرامةٍ و عِزٍّ تتحدى التيار
تتحدى الزمان و المكان.. لا يتخللها إنكسار
مناضلةٌ لا تعرف الإحباط
تحاول إنقاذ ما يمكن أنقاذه..
بدون تردد، إتجهت الأنظار الى رايتها..
رويداً رويدا، إنضم الى قافلتها رفاقٌ و رفيقات.. أخواتٌ و أخوة، ممن آمنوا بالله و بالوطن و بعدالة القضية
رفعوا معاً رايةً موحدة.. شعارها
[frame="2 98"]ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياءالرسل..
ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم و الملائكة و أهل الجنّة..
ارفع رأسك عالياً فأنت العريق و أنت التاريخ و كل الأصالة شرف المحتد و كرم و نقاءالنسب و ابتداع الحروف من بعض مكارمك و أنت فجر الإنسانية و القيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..
ارفع رأسك عالياً فأنت عربي.. [/frame]