الموضوع: الشعر والهذيان
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 11 / 2009, 44 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الشعر والهذيان

[align=justify]
يقول الشاعر الفرنسي رينيه شار:" لا يوجد شعر بدون هذيان أو جنون. ونحن الشعراء نتغذى من هذا الهذيان فيما نحاول ترويضه أو السيطرة عليه"..ويبدو عند شار أنّ هناك شعرة أو أقل تفصل بين الانجرار إلى الجنون والهذيان كلية وجنون وهذيان الشعر .. فالشاعر يسيطر على الجنون والهذيان ويوظفهما من أجل الحالة الشعرية .. يشبه ذلك ضابط الإيقاع .. أما أن تفلت الخيوط من بين يديه فتلك مشكلة يصبح معها الجنون هو السيد وتضيع هنا أو تكاد كل محركات التواجد الشعري وتلتغي ليسود عالم من الاضطراب .. وأرى أن كل إبداع بحاجة إلى كمية من الهذيان والجنون المسيطر عليهما مع الاعتراف بأن الكمية الأكبر تبقى من نصيب الشعر لأنه الأقرب إلى غليان المشاعر وصعودها ..
طبيعي أن يكون الشعر كذلك ، وحين يتخلى الشعر عن هذا الارتفاع أو الصعود الجميل الرائع يتحول إلى العادية والرتابة وهما عدوان لدودان للشعر بشكل عام.. فأن تقول شعرا باردا جافا عاديا تنكسر عندك زهوة الشعر ونضارته وجمالياته .. أنت شاعر بمقدار خروجك عن المألوف والمتعارف عليه والعاديّ وهنا حلاوة وطلاوة الشعر ، وهنا أيضا هذا الهذيان والجنون اللذان نتحدث عنهما .. وكلما كان الاشتقاق أقوى من عوالم التحليق العالي كلما صعد بنا الشعر وأطربنا وجعلنا نعيشه ونسعد به ..
هذا لا يتنافى مع الغزارة أو قلة الإنتاج .. إذ الشعر لا يقاس بالكمية .. والحكم على الشاعر الغزير قد يطابق الحكم على الشاعر الذي قلّ إنتاجه في هذا الشأن خاصة .. فالشعر يقاس بالشعر ولا يقاس بأي شيء آخر .. أنت تأخذ القصيدة وتتطلع إلى كمّ الشعر فيها ، إلى نقائه وصفائه وجودته .. تحكم على ما أنت حاصل عليه من شعر ، ما بين يديك من شعر .. وحين تجد كما هائلا من الشعر في القصيدة تفرح بما تجد وكأنك أمام كنز .. بينما تشعر بالأسى عندما لا يتوفر الشعر في القصيدة كما تريد .. ويبقى الميزان الحقيقي هو التميز والفرادة والأصالة وهذا الكم الهائل من الهذيان والجنون ..
أجمل ما في الشعر أنه مثل حصان جامح ، فهو لا ينقاد لك بسهولة أو في الوقت الذي تريد .. قد يطيب له أن يذهب بعيدا ويبقى بعيدا لوقت تحسب معه أنّ منابع الشعر قد جفت .. وقد يأتيك مطرا مدرارا حتى لتظنّ أنّ عمرك كله قد تحول إلى شعر ولا شيء غير الشعر .. هذا وذاك صحيـّان وعاديان بالنسبة للشعر ولا شيء غريب .. المهم أن يعرف الشاعر كيف يقتنص قدوم الشعر باقتدار وأن ينتظر دون إلحاح عندما يبتعد حصان الشعر ويروح غائبا في هذا المدى أو ذاك إلى حين ..
هذه الأشياء مجتمعة جعلت الشاعر غير عاديّ وخارجا عن المألوف في نظر الناس.. وهذا ما جعل لكلمة شعر وقع السحر في الأذن .. فالشعر ليس كغيره ، ولا يمكن أن يكون كغيره ، لأنه أميل إلى الفوضى دون
أن يكونها وأميل إلى الهذيان والجنون دون أن يقع فيهما..وأميل إلى الغرابة والتفرد والصفاء ونقاء المفردات بل الشعور بأن كل مفردة جديدة مع أنها كثيرا ما استهلكت .. هكذا هو الشعر وهكذا هي أحواله .. [/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس