[جمال سبع]

كان بإمكني أن أكتب موضوع رائع عن فوز الجزائر و التأهل الى كأس العالم في جنوب إفريقيا .. كان بإمكاني أن أزغرد بالحروف و أرقص مع العبارات .. كان بإمكاني أن أجعل من خضرة وجهي و إحمرار دمي و بياض روحي شعلة أتجول بها بين المدن و الأوطان .. كان بإمكاني أن أصرخ عاليا تحيا الجزائر و تسقط إسرائل و لكن توقفت لأعاقب نفسي لأنني عربي و أخي هناك بمصر الحضارة يسب جدي و جد جدي و تاريخي و شهدائي و تراب وطني و صخور جبالي و أوراق أشجار حديقتي .. توقفت لأفتش في جسدي عن خيباتي و إنتكساتي و ذنبي الأول و الآخير أنني أحب وطني .. توقفت لكي أجد مليون صوت ينبح دفعة واحدة و يتمنى لو يمزقني لو كنت أمامه ، أرمادة من القنوات تصفق لشخص واحد و إله واحد ( مصالح حزب واحد ) جعل من غزة مقبرة و هو يتفرج دون حراك ، فنانون كنت أحترمهم و أمجد أعمالهم ، أتوق لسماع أخبارهم لأنهم ينطقون لغة العرب و ينافسون كل ما هو غربي زاحف على صدورنا ، يسبون كل جزائري بدون إستثناء و يتمنون لو سقطنا في بئر سحيق .
عندما نشرت بعض الجرائد في بلدي مقتل جزائريين في مصر تكتمت على الأمر لأنه صب لزيت على النار و حتى لو كانت حقيقة ، ربما الجرائد الجزائرية يقرأها إلا الجزائريون أو من يريد مطالعتها في النت لكن ما قامت به قنوات الفتنة هو تجريح صارخ لكرامة شعب بأسره بينما رفضت قنوات بلدي المساس و التطرق إلى كل ما دار حول المقابلة إلا في طابعها الرياضي .. أيصح أن أن أسب أخي من يحمل ديني و لغتي و أتغاضى على من يدبح أخي هناك في غزة و القدس خلسة و علانية لأن أكف أمتدت الى فمي و جعلتني أصمت .. أيصح أن تطلب إسرائل منا أن نهدئ من روعنا .. أيصح أن أنشر غسيلي في شوارع الأمم لكي تشاهده أمريكا و إسرائل و بريطانيا.. أليس عيب علينا أن نجعل من لعبة سبب لفرقتنا و نطرد سفرائنا في حين سفير إسرائل ينعم هنيا في أراضينا و يغتصب شرفنا و حرمتنا .
أختي نصيرة في صدري الكثير لكني سأتوقف و مشكورة على فتح هذا الموضوع