طلعت سقيرق نسر القصيدة الطليق في فضاء الكون الفسيح
[align=justify]حوار مع الشاعر طلعت سقيرق
حوار : ألطاف الجم
يعانق كل المدى وكل دروب الشوق .. عاشق يطير بجناح الهوى بين الشموس والأقمار .. يخترق حدود المألوف .. إنه نسر القصيدة الطليق في فضاء الكون الفسيح .. إنه الشاعر طلعت سقيرق ...
* لك ثلاثون كتابا في شتى الأنواع الأدبية ،إضافة إلى أنك تعمل في الصحافة .. هل تشعر بالرضا ، أم هناك طموح للمزيد؟؟..
** ليس مهما أن يكون عدد الكتب ثلاثين أو تسعين وما فوق .. المهم أن نرى ماذا قدمت هذه الكتب وماذا أضافت .. أحيانا يكون الكم مجرد كم لا قيمة له .. وأحيانا قد يشكل كتاب واحد إضافة نوعية تعني الكثير .. هل كانت كتبي جيدة .. ؟؟.. لنترك الحكم على هذا للناس وللزمان ..
طموحي جد كبير لظني الأكيد أن هناك الكثير مما عليّ أن أقدمه .. أسعى دائما لوضع بصمة جديدة تختلف عن سابقتها كل الاختلاف .. هي مجرد محاولة للتعبير عن الذات في علاقتها مع الكون وناسه ووقعه النفسي والروحي .. أتمنى أن تصل أعمالي إلى الأفضل ..وفي هذا المجال أيضا علي أن أقول لنترك ذلك للقادم من الأيام ، فربما يكون الآتي جد كبير وربما لا يكون ...
* هل للقصيدة شكل محدد تبني عليه صورك وإيحاءاتك أم أنك تكتب من تدفق الوجدان لديك ؟؟.. وهل برأيك أن الشعر فلسفة الروح والوجدان ؟؟..
** لا أستطيع يا ألطاف مهما حاولت أن أقرر بشكل مسبق شكل القصيدة أو لنقل النسق العام الذي ستأخذه ، وباعتقادي أي تحديد يعني الانتقال إلى نوع من الآلية والنظم .. عندي ميل لترك المجال واسعا أمام التدفق الحر بكل معانيه ، مشاعري وأحاسيسي هي التي تحدد الشكل ، أو ترفض الركون لأي شكل .. هذا يقودني إلى الإشارة بأن تجديد الشكل عندي والخروج عن أي نمط سابق معروف أو مطروق ، ربما يكون نتاج هذه الحرية المطلقة التي أعطيها لأحاسيسي ومشاعري .. بالنهاية البناء الفني للقصيدة يجب أن يكون مدهشا كما الموضوع ..
* متى تمسي الكلمة بندقية لتحرير الشعوب من الظلم والاحتلال والاضطهاد ؟؟..
** بالمعنى المباشر تبقى الكلمة كلمة ، والبندقية بندقية .. هذا شيء محسوم، والتشبيه باعتقادي غير جائز .. لكن الكلمة كما تعرفين تستطيع أن تدفع إلى العطاء الكبير والجميل .. الكلمة تستطيع أن تقدم الرائع والذي يدفع إلى بناء كل ما هو إيجابي .. بهذا المعنى أتواصل مع سؤالك .. في البنية الحياتية العامة هناك تأثير وتأثر ، هذا يأخذ من ذاك .. المسألة لا تتوقف عند طرفين هما البندقية والكلمة بل تشمل كل شيء .. حتى الخطوات التي نضعها على الطريق تؤثر وتتأثر ، أنت تمشين بشموخ واعتزاز أحيانا وأحيانا بنوع من الانكسار هذا نتاج تأثر وهو شيء مؤثر بالآخر في الوقت نفسه ..
* هل استطعت بالقصيدة الصوفية أن تصل إلى قمة الحب ؟؟.. الحب للأنثى .. الحب للوطن ؟؟.. للحب بحد ذاته ..؟؟..
** لا أدري إن كان من حقي الإجابة على سؤال يفترض أن يوجه إلى النقد وليس لي .. القصيدة الصوفية أخافتني ومازالت بما طرحت من تحد أمامي وكأنها قصيدة القصائد .. هل هذا حقيقي ؟؟.. أظن أن الشعر قادر على تجاوزها.. وشاعرها الذي كتبها يفترض أنه يستطيع تجاوزها .. من جهة الوصول إلى قمة الحب في قصيدة ، فهذا محال ، بالنسبة لي وبالنسبة للآخرين .. مثلا هناك إضافات لي في ديواني اللاحق " خذي دحرجات الغيوم " فهل وصلت في هذا الديوان إلى قمة الحب ؟؟.. أيضا هذا محال .. كل إضافة تشكل جديدا والقمة تبقى بعيدة تشكلها كل حبات المطر الشعرية النازفة عشقا في عالم الحب ..
*"القصيدة الصوفية" لم اخترت هذا النوع من الشعر ، مع انه صعب في لحنه ، في عزفه المتواصل حتى بلوغ قمة العشق ، وقلة من يستطيع التواصل مع بحر كلماته التي لا تنتهي ولا تتوقف عند فاصلة أو نقطة ..
** عند كتابة القصيدة الصوفية كنت مسكونا بحالة ما أشعلت فتيل عطاء أخذ يضطرم حتى ولد هذا الكم الرائع من الشعور بالفرح والخصب والامتلاء بنشيد الحب فانفجرت عيون الشعر لتشكل بحرا رائعا من التدفق اسمه القصيدة الصوفية .. لم أشعر بالصعوبة وقتها .. كنت أداخل الذات الشاعرة التي تشع على الورق فنتحد لتشكيل فضاء من الحب لا يحد .. القصيدة الصوفية ، حين أستعيد الآن فصول كتابتها ، كانت تراقصني بشكل مدهش وهي تنساب بجسدها الأخاذ على الورق ، خطواتها أسكرتني ، وموسيقاها فجرتني فرحا .. كنت أنا القصيدة وكانت أنا .. في هذا التلاحم الرائع كان علي أن أعانق كل الأمطار والبحار والأنهار والعيون ، لتكون القصيدة الصوفية كما أرادت أن تكون ..
* هل نستطيع القول إن القصيدة الصوفية تفتح نافذة التأمل للنقاد والباحثين في جمالياتها وخصوصيتها المبدعة ؟؟..
** ربما .. النقد عاش مع هذه القصيدة بشكل رائع غريب عذب .. ما كتب عن القصيدة الصوفية كثير وأكثر من كثير .. كان النقد كما قال نقاد كثيرون يعيش دهشة الحلم والتحليق في القصيدة .. كل ناقد داخل منطقة داخلته فأزهر الكلام بينهما.. لا شك أن النقد أفادني كثيرا ، ووضعني أمام مسؤولية كبيرة .. حين يرى النقد أن القصيدة الصوفية هي النص الأعلى شعريا فهذا مخيف إلى حد ما..
* نثرت أطواق الياسمين على شرفات الهوى عشقا للحبيبة ، فأمسى العالم في قبضتك حروفا ولا أحلى .. ليتك تحدثنا عن عطائك هذا في تحليقه؟؟..
** حين تكون القصيدة حاضرة في الذات يستطيع الإنسان أن يحلق عاليا ودون حدود .. المهم أن نكتب بانفتاح كلي على المطلق ، على فضاء شديد الغليان .. أفترض أن هذا ليس في قصائد الحب فقط ، فالحب بمعناه المقصود مفهوم ضيق نسعى لتجاوزه نحو الشمولية في الحب .. حين اكتب عن فلسطين أشعر أنني أحلق فعلا في عالم رائع من الحب .. ليس هناك بالنسبة لي حبيبة أغلى وأعلى من فلسطين .. اعتقادي أن قصائدي لفلسطين كانت ومازالت مليئة بهذا الجمال .. حتى ما كتبته كشعر محكي وغنته عدة فرق فلسطينية كان معجونا بهذا الحب .. لا أنكر حبي للأنثى ، أيضا بالمفهوم الواسع ، فالأنثى حبيبة وزوجة وأم وأخت وزميلة ، هي في هذا المفهوم تعطيني الكثير .. لا تنسي أننا نشرب من بحر رائع يمثله محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد ، وقبلهم الشهيد عبد الرحيم محمود وإبراهيم طوقان وعبد الكريم الكرمي والرائع الذي شرفني بصداقته المرحوم حسن البحيري.. والقائمة طبعا جد طويلة ، وكلهم أساتذة لي في كتابة القصيدة الجميلة .. وكل واحد منهم سبقني بمراحل طويلة .. هؤلاء غنوا الوطن والأنثى ، فكان غناؤهم رائع الحضور .. وأتخيل أنني سأقضي العمر كله بانتظار أن أصل إلى محاذاة عطاء أي واحد من هؤلاء ولن افلح .. الشعر الكبير يحتاج إلى شعراء كبار ، وأين أنا منهم ؟؟..
* هل على الشاعر أن يكون ناقدا حتى يقيم أعماله قبل أن يعرضها على
الجمهور ؟؟..
** لا أظن .. ربما أجد انه من الأفضل بدرجات ألا يكون .. صعب أن نكتب القصيدة وعين الناقد مستيقظة .. وظني أن هذه العين إذا استيقظت بشدة كانت أقدر ما يكون على تحويل الشعر إلى نظم .. ستقولين طلعت سقيرق ناقد .. وسأقول لك ببساطة شديدة أنا ناقد فاشل بامتياز .. كل ما كتبته من نقد كان أقرب إلى انطباعات حول الأدب ... هل يعني هذا أنني أدعي أن شعري جيد ؟؟.. صدقيني لا .. فهذا حكم متروك للناس وللزمن..
*هل الحزن النبيل هو الذي يشكل صفات الشاعر طلعت سقيرق لتخرج ألفاظه نقية عذبة إلى هذا الحد؟؟....
** لماذا يصر النقد على أن هناك جانبا من الحزن في شعري .. لا أدري .. أفترض أنني أكثر الناس فرحا وميلا للفرح .. لكن ربما تهرب الأشياء في حقيقتها المطلقة إلى الشعر فتعكس كل هذا الحزن .. تدفعينني إلى تصديق مقولة عشقنا كشخصيات عربية للحزن .. في إجابة الوعي قلت لك أنا مسكون بالفرح .. لكن أيهما اصدق الشعر أم تلك الذات الواعية جدا ؟؟.. أفترض أن الجواب جد واضح .. لكن في سؤالك حكم قيمة ينطلق من مبدأ الحزن .. فهل الحزن هو الذي يولد ويعطي نقاء وعذوبة الألفاظ ؟؟.. في هذا الجانب قد أختلف معك ، إذ من غير الممكن أن تلبس ألفاظي غير لبوسها هذا في حالة الفرح ، لتغيره في حالة الحزن وهكذا .. لا أظن..
* هل الشعر أداة للهروب من الواقع أحيانا ؟؟..
** ولم لا يكون في كثير من الأحيان .. ؟؟.. هذا لا يخص الشعر وحده فهروبنا قد يكون في ألف لبوس ولبوس .. في زمن ما نشعر بحاجتنا الماسة إلى الهروب فنهرب ..هذا لا يعد إدارة ظهر للواقع ما دام مؤقتا .. نحن بحاجة ماسة لشيء من الراحة ، يكون ذلك في الشعر كما يكون في سواه ..
* هل حاولت أن تكتب سيرتك الذاتية ؟؟..
** ما معنى أن أكتب سيرتي الذاتية ؟؟.. يفترض أن أضيف جديدا لدفتر الحياة والإنسانية معا .. هل حياتي في وهج سردها تضيف هذا الشيء ، بحق لا ادري .. على كل وبصراحة لم يخطر هذا على بالي من قبل .. كنت أظن أنني الطفل الذي لا يكبر ، والولد الذي ما زال يلعب في إحدى حارات حي الشيخ محي الدين .. لكن ألا يعني وصولي إلى الخمسين بميزان العمر شيئا ؟؟.. ربما .. حقا يا ألطاف لا أستطيع أن أجيب ، فالفكرة لم تخطر على بالي من قبل ..
* ما هي بنية القصة القصيرة الجيدة برأيك .. وماذا بشأن القصيدة ؟؟..
** كلاهما يحتاج قبل البنية الفنية إلى خيال واسع ومقدرة عالية ، بعدها كل شيء يأتي وحده ، صعب أن نشرح مثل هذه الآلية أو سواها ، الإبداع صعود مستمر إلى الأعلى .. وحين نفكر ونحن نكتب بالبنية والفنية نفقد براءة الكتابة ونتحول إلى آليين .. الجودة كل لا يتجزأ .. عندما تنظرين إلى لوحة ما فأنت تقولين ما أجملها ، أو ما أقبحها ، وهذا الحكم نابع من نظرتك الكلية للوحة دون الدخول في سير الريشة والخطوط والألوان وما إلى ذلك..
* لقد تميزت عن غيرك بأنك لم تقلد أحدا في الأسلوب ، بل كانت لك مدرستك الخاصة وكانت كتاباتك لا نمطية فيها روح التجديد والابتكار الدائم .. ماذا يقول الشاعر طلعت سقيرق عن ذلك ؟؟..
** لا أظن أنني لم أقلد لأن هذا مستحيل .. كلنا في مرحلة ما نقلد .. نتأثر .. الفن حلقات متصلة مترابطة ، فأنا أتيت لأتربى على ما كان قبلي .. وسيأتي آخرون ليتأثروا بما كتبناه .. الفن هكذا .. طبيعي ويفترض أن يكون لي أسلوبي الخاص في هذا الوقت ..
* كيف استطعت قطع تلك الأشواط بكم كبير من النتاج الأدبي النوعي المتميز تحدث عنه الأدباء والنقاد ، وبزمن قصير نسبيا فمازال أمامك الكثير ..
** لا أظن أنها أشواط كبيرة أو استثنائية ، هو عطاء في مجال الأدب ليس إلا .. النقاد قالوا ويقولون .. المهم ما سأعطيه مستقبلا .. الذي كان صار ماضيا ولن أعود إليه لأتحدث عنه .. لاتهمني تلك الأمجاد إن كانت أمجادا أصلا .. انظر بكثير من التفاؤل إلى الأمام ..أريد أن أعطي الجديد هذا ما يضيف لي وليس ما مضى..
* ما رأيك بما يقال عن أدب الأنثى وأدب الرجال .. ألا تعتقد أن الأدب واحد لا تفصله التسميات النابعة من الذكورة والأنوثة ؟؟..
** هناك حساسية غريبة لدى بعض الأديبات من مصطلح " أدب نسائي " وكأن المصطلح يحمل أي انتقاص من قيمة هذا الأدب ..!!.. الأمر لا يحتاج إلى كل هذه الحساسية لأن المصلح يريد أن يشير إلى أن هذا الأدب تكتبه أنثى ، فهو يشير إلى الكاتب لا إلى قيمة هذا الأدب .. إذا عدنا إلى الوراء وجدنا أن المساحة الأدبية كانت مغطاة بأدب يكتبه رجال والقليل النادر من النساء .. الآن صارت الكتابات النسائية كثيرة وواسعة وعريضة ، فجاء المصلح ليشير إلى هذا الأدب الذي يصب بشكل طبيعي في الكتلة العامة للأدب دون تفريق .. وصدقيني لو أن العكس كان هو الحاصل لما كان هناك ضير في إطلاق مصطلح " أدب الرجل " أو أي مصطلح آخر ..
* ما المشكلات التي تقف في وجه القارئ فلا يستطيع اقتناء الكتاب .. أم نقول إن ذلك نابع عن قلة وعي عند هذا القارئ ؟؟
** خذي العصر كحالة واحدة مركبة ، عندها سترين أن الإنسان واقع بين فكي جذب ودفع مرعبين .. الزمن المعاصر سريع الخطى بشكل مذهل .. كل شيء لاهث .. القارئ بالنتيجة ابن لهذا العصر الذي يسرقه من نفسه .. المشكلات كثيرة .. التقنيات كثيرة .. المعلومات المتدفقة كثيرة .. الإشكاليات كثيرة .. فماذا نطلب من هذا القارئ ؟؟..
* ما رأيك بتجربتك في شريط " فصول " حيث ألقيت شعرك وداخلته أغنيات للسيدة فيروز .. هل كانت هذه التجربة ناجحة ؟؟..
** كانت تجربة وزعت على أشرطة كاسيت و"سيديات" .. بعض الشركات قامت بذلك .. من سمعوا الشريط قالوا إنه ناجح .. وقد طلب مني كثيرون أن أقدم جزءا ثانيا من " فصول " .. قلت إن هذا لا يعني شيئا فأن أقدم تسجيلا آخر لقصائدي بصوتي يعني أن أكرر نفسي وإن كانت القصائد جديدة .. التجربة لا تكرر حتى لا تموت .. كانت تجربة جميلة وجيدة لأنها جديدة ، وحين اكرر سأقتلها .. فلماذا أفعل ؟؟..
* هل لروضة العشق سحر أخاذ يتسع بهذا الوجود وجودا ؟؟..
** تدخلينني من خلال هذا السؤال بحالة صوفية تحتاج للكثير من الكلام والبوح والتدفق والقول والعلو والسمو .. طبيعي أن يكون العشق سيد العالم والقصيدة والأنا الشاعرة في تلاق وتوحد وتداخل وتشابك .. اتساع الوجود ينطلق من عشق الموجود في حالة وجده .. في هذه الحالة تنتفي المعادلات الصغيرة لتحل محلها المعادلات الكبيرة .. حين أكون أنا في وجدي وتصوفي وتشابكي المطلق مع أنا العاشقة يكون الكون داخلي على وسعه ويتسع أكثر ، كما أكون في داخله واتسع أكثر .. القصيدة في كل هذا مطلق ونشيد ووجود لا يوجد داخل الكلمات بقدر ما يوجد داخل الذات العاشقة ..
* هل العشق حقيقة أم خيال يدفعان الشاعر للبوح عن مشاعره الخفية .. أم انه هروب من الواقع لعالم أكثر جمالا ؟؟..
** العشق حقيقة وخيال دون وجود فاصل بينهما .. لكن في مطلق السؤال هناك ادعاء للعشق دون وجوده ، وهناك عشق حقيقي .. من جهتي لم أكتب مرة عن عشق خيالي أو متخيل ..بصراحة لا أستطيع أن أكتب قصيدة مثل " القصيدة الصوفية " دون وجود أنثى معشوقة .. أما مسار القصيدة ففيه الكثير من الخيال ، لأن الفن ، أي فن ، دون خيال لا معنى له .. والقصيدة وأي عمل فني آخر يضيف للمعشوق الكثير من الصفات التي لا تكون فيه ، لكنه بعين المحب يراها .. أما الهروب من الواقع من خلال العشق أو ادعاء العشق ، فهذا لم أعرفه ..
* هل الشوق للحبيبة مخيل أم واقعي .. ولماذا تصبح الأنثى عندك ملاكا لا تشبه البشر ، لتكون القصيدة بهذا الشكل المحلق ، ليتك تحدثنا عن ذلك ؟؟..
** كما قلت لا أكتب عن حبيبة غير واقعية ، ولا أستطيع أن أفعل أو أفتعل مثل هذه الكتابة .. كل قصائدي عن نساء موجودات .. الشوق يكون في القرب والبعد ، الشوق يكون أحيانا بين النظرة والنظرة .. أما أن تكون الأنثى ملاكا فهي ملاك بشكل واقعي ، وهي رائعة واستثنائية بشكل واقعي .. وكما قلت لك من قبل عين المحب ترى ما ل يراه الآخرون ..
* منذ سنوات وفي مسابقة الأغنية الشعبية الوطنية العالمية في رومانيا نال الشاعر طلعت سقيرق الجائزة الأولى عن عدة أغنيات بعضها ما زال يذاع باستمرار من إذاعة القدس ، وبعضها صار نشيد الانتفاضة في الوطن المحتل مثل " ما في خوف ما في خوف " وبعضها يردد في الأعراس الفلسطينية .. ماذا عن هذه الأغنيات ؟؟..
** تتحدثين عن برنامج غنائي ضم الكثير من الأغنيات الشعبية وكنت كتبته بعنوان " عرس الانتفاضة " وقدمته " فرقة الأرض " وهي التي أخذت الجائزة وليس أنا ، طبعا الكلمات كلماتي لكن من الظلم أن ننسى عطاء الفرقة التي قدمت هذه الكلمات لحنا وأداء ورقصا وتشكيلا .. كتبت لفرق كثيرة .. وكل ما مكتبته من أغنيات شعبية ضمه ديواني " أغنيات فلسطينية " ..
* هل أخذت حقك من الانتشار والوصول إلى كل الوطن العربي ؟؟..
** طبعا لا .. أحب أن أشير هنا إلى ملاحظة هامة تقول إن هذا الانتشار الذي تتحدثين عنه لا يحصل عليه إلا القلة والذين وصلوا إلى مستوى النجوم مثل نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم .. هؤلاء وسواهم قلة قليلة لا يقاس عليها ، وهم قلة في كل عصر من العصور .. أما الانتشار بمعناه العادي فيعني أن يعرف الأديب بشكل جيد في البلد الذي يعيش فيه ثم بشكل مقبول في الوطن العربي .. عندما يصل المبدع إلى هذا الحد فهو شيء جيد .. وحتى هذا يبقى بعيدا عن الجماهيرية ، لأن الجماهيرية معنية بالنجومية ، وليست كل نجومية صاحبة إبداع متميز علينا أن ننتبه لذلك .. هناك نجوم وإبداعهم لا يشكل شيئا .. لا تقيسي على هذا ، لأن المعروفين كنجوم قد لا يتجاوزون أصابع اليدين ، فهل نقول إن من تبقى من أدباء وشعراء غير مهمين وغير معروفين ؟؟.. هذا غير معقول .. من هذا المنطلق ، وبعيدا عن النجومية ما وصلت إليه يكفيني ..
* ما حدث في العراق مذهل ، ما انعكاسه على الأدب ، وما دور الأدب؟؟..
** الصمت أولى .. لا أريد أن أنظّر لحدث بهذا الحجم .. ثقتي بأهلنا في العراق كبيرة .. دعي للأدب فسحة من الزمن فلا مكان للاستعجال في حدث جلل كهذا .. [/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|