[ميساء البشيتي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:teal;"][cell="filter:;"][align=center]

أجهل يوم مولدي
أجهل يوم مولدي .. أجهل ساعة مولدي .. لا أذكر لحظة مولدي .. هل كانت ربيعية بلون الورد أم خريفية مثقلة بالهموم ؟ هل كانت مع إشراقه الصباح أم بين ثنايا ظلام دامس ؟ لا أذكر ..
لا أذكر لون الحليب الذي رضعت .. هل كان حليبا أبيض ناصع البياض أم أسود حالك السواد ؟
.. لم أعد أذكر
خطواتي الأولى لا أذكرها .. هل خطوت بالقدم اليمنى أم كانت أولى خطواتي بالقدم اليسرى ؟
لا أذكر .. لم أعد أذكر، يا لعبثية الأطفال لا يذكرون أية ساعة ٍ ولدوا!
أحاول أن أبحث في الوجوه المحدقة بي .. أبحث فيها عن وجه يشبهني .. يعيرني تاريخ مولده
عبثا ً .. لا أحد يشبهني .. لست غريباً إلى هذا الحد لكن الزمن غير ملامحهم .. لم أعد قادراً
على تمييز الأبيض من الأسود .. كل الوجوه رمادية وأنا أبحث عن وجهي الأبيض
الناصع المتلألئ .. وعن يوم مولدي !
تناولت رزنامة الحياة وجلست أنتقي يوماً أجعله يوم ميلادي دلفت إلى ورقة الفصول ..
أعجبني فصل الربيع بإشراقة شمسه وخضرة أوراقه وزقزقة عصافيره ..
ما أجمل الربيع ولكنه أتى مختلفاً هذا العام فشمسه مغبره بعض الشيء ولونه الأخضر
بات مائلاً إلى الإصفرار وزقزقة عصافيره كأنها مبحوحة قليلا ً وهناك زخات ثقيلة من
المطر الأسود أثقلت كاهل أوراقه فأجبرتها على السقوط في عزّ ربيعها ..
لماذا اختلف الربيع لا أعلم ؟
سأعرج إلى فصل راسخ الجذور يحضر كل عام لا يغيب أبدا ً
ولا يختلف .. هو فصل الشتاء بأمطاره الوفيرة وثلوجه ناصعة البياض وألوان طيفه الجذابة
وسحر برقه وصدى رعده .
أتاني فصل الشتاء على استحياء .. أمطاره الشحيحة ، ألوان طيفه الباهتة وسحر برقه
وصدى رعده قد اختفى ولكنني المح سحباً سوداء تلوح بالأفق تنذر بعاصفة
ثلجية ستهبط على رفق تحمل بين طياتها يوم مولدي .
[/align][/cell][/table1][/align]