عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 12 / 2009, 22 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
ماري الياس الخوري
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية ماري الياس الخوري
 





ماري الياس الخوري is on a distinguished road

Thumbs up تاريخ الهيمنة الصهيوني على السينما العالمية

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]بقلم : خـــالد يوســف
لعل السيطرة الصهيونية علي وسائل الإعلام عامة ، وعلي السينما العالمية إنتاجا وتوزيعا خاصة ، هي حقيقة يقرها كل المتابعين لهذه الوسائط منذ بداية السبعينات من القرن العشرين الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن شهد أحداثا جساما في كافة مجالات الحياة .
وبالطبع هناك اختلافات بين المراقبين ، حول درجة السيطرة .. وقصدية الامتلاك " المؤامرة" .
ولا يختلف أحد علي قدرة هذا الوسيط – السينما – في مجالات تزييف أو تكوين الوجدان والوعي التاريخي والعقائدي والفكري .. فالسينما بعناصرها العديدة والمتنوعة ، قادرة علي صناعة تاريخ وهمي ، وتجسيد أحداث مختلقة، وكما يقول الدكتور / أحمد شوقي عبد الفتاح" من خلال السينما يمكن إعادة ترتيب كل شيء ، التاريخ ، الجغرافية ، الحقائق …وبواسطة السينما تستطيع أن تري اعتي المجرمين وهو يتحول إلى ضحية شجاعة ..والعكس ، حيث يمكن لصناعها أن يجعلوا من قائد مغوار ، فأرا خسيسا مذعورا ، هي إذن صناعة جبارة قادرة علي خلق واقع بديل ، لواقع موجود ، أو تاريخي " .
وهي بهذا المعني سلاح استراتيجي في معركة الوعي والانتماء ، وبناء وصراع الحضارات .. وقد عني بها الصهاينة عنايتهم بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وتبدت فيها عنصريتهم كأوضح ما تكون .. هل حدث هذا في السبعينات كما هو سائد ؟! وما هي المراحل التاريخية المختلفة للتعامل الصهيوني مع الوسيط السينمائي ؟ .
مؤتمر بال الصهيوني .. بــداية الخطــة …
جاء في مقررات المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة "بال" عام 1897م ، توصية تقضي بالعمل علي نشر الروح القومية بين يهود العالم وتعزيزها ، ويرصد الكاتب أحمد رأفت بهجت في كتابه" هوليود والشعوب .. مائة عام من الصهيونية " ، ثلاثة محاور أساسية مثلت الرسالة السينمائية الصهيونية ، كاستجابة فورية ومباشرة لهذه التوصية وهي :
مهاجمة الشخصية العربية والإسلامية .. وقد ترجمت هذه الرسالة أفلام المخرج الفرنسي اليهودي " جورج ميلييه" .. المهرج المسلم 1897.. بيع جواري الحريم1897.. ألف ليلة وليلة1905 . وهنا لابد من ملاحظة أنه لم يكن هناك أي فارق زمني بين صدور توصيات المؤتمر وتنفيذها .
مناهضة الشخصية المسيحية والكاثوليكية علي وجه الخصوص .. وقد تجسد هذا الخطاب في أفلام .. الشيطان في الدير 1899.. جان دارك 1900 ، وهما لنفس المخرج " جورج ميلييه" ، ولا يفوت القارئ المدقق الفرق بين الهجوم الذي حظي به العرب والإسلام ، وبين المناهضة للكاثوليكية، فلم يستهدف الصهاينة النفي الكامل والنهائي للكاثوليكية .. بل الإضافة والحذف والتعديل، لتحريف الأفكار من الداخل ، وصولا إلى ما تحقق الآن " الكنائس الصهيونية " مثل شهود يهوا مثلا، التي جسدت التأثير الصهيوني علي الفكر الكنسي الغربي .
مناصرة الشخصية اليهودية .. لاكتمال أضلاع المثلث بعد تشويه الأغيار ، ولتثبيت خرافة شعب الله المختار ، ولإشباع العنصرية الصهيونية ، كان لابد من أعمال تؤكد تميز اليهودي ، وقد جاءت لنفس الخرج .. 1899 فيلم قضية دريفوس ، 1904 فيلم اليهودي التائه ، 1905 فيلم حادث يسيء لشيلوك .
هذا في أوروبا التي كان النفوذ اليهودي فيها أكثر تمركزا وقوة .. وعبر المحيط في القارة الصاعدة التي تتقدم علي طريق القوي العالمية العظمي كان الصهاينة يستجيبون لنفس النداء وفي نفس اللحظة ، حيث أسسوا استديو " روبين "عام 1897 ، وهو أول استديو سينمائي يملكه يهودي ، ولم يكن لما ينتجه الاستديو أثر يذكر حتى بدأ المخرج اليهودي " ديفيد وارك جريفت " في عمل مجموعة من الأفلام القصيرة التي كان لها أثرها.. ايزاك العجوز 1907 ..رجل الرهونات 1907 .. غراميات فتاة يهودية 1908 .. فتي الجيتو 1910 .
ومن السهل إذا ما ربطنا بين الجغرافية والتاريخ ، وبين الرسالة الموجهة من خلال الفيلم السينمائي ، أن نكتشف أن هناك خطة شاملة عالمية الأهداف ، ففي أوروبا يهاجم الإسلام الذي هو دين المستعمرات ، وصاحب التأثير الحضاري الإيجابي في الأندلس ، وتدق الأسافين في الكاثوليكية بهدف هدم مسلماتها في ظرف تاريخي موات.. أي بعد الثورة علي حكم الكنيسة ، وفي إطار ثورة صناعية تعيد تركيب المجتمع _ قيميا ، وعقائديا ، واجتماعيا ،واقتصاديا .
أما في أمريكا حيث الفراغ يشغل معظم مساحات البنية الفكرية والعقائدية ، وحيث الأعراق المتعددة ، والعلاقات الاجتماعية المتخلفة إلى حد وجود علاقة الرق ، فتأتي الرسالة تبشيرية تزف اليهودي الحكيم .. الطيب .. المتحضر .. المنقذ ، ليشغل الفراغ ويعيد المخلص ليحكم الأرض بالعدل .
وبالرغم من العنصرية الواضحة في فكر اليهود وممارساتها ، إلا أن الخطة الحاكمة للتعامل الصهيوني مع السينما كانت تقتضي أن تتفاعل السينما الصهيونية مع الأحداث حسب اختلاف المواقع .. فها هو " جريفت " مع تصاعد احتمالات اندلاع الحرب العالمية الأولى 1916، يخرج فيلم "التعصب " يدين فيه التعصب بشكل عام ، وضد اليهود علي نحو خاص ، وهو علي عكس ما يطرحه في معظم أعماله من أفكار متعصبة، بل ولا يتحرج من العودة إلى التعصب والعنصرية بعد الحرب مباشرة .
الســيطرة الخفيــــة …. والمعلنــــــــة ..
قلنا في المقدمة أن المهتمون يتفقون علي سيطرة الصهاينة علي السينما بعد هزيمة 1967، والحقيقة أن إعلان السيطرة وإخفائها كانتا آليتين معتمدتين من مخططي السيطرة أنفسهم ، فبعد استخدام نغمات إنسانية الفن لتمرير أفكار.. وتوجهات بعينها .. ولكسر قواعد ومسلمات مجتمعات وعقائد محددة بدقة ، تأتي مرحلة ما بعد
هزيمة 1967 ، فنسمع مصطلحات " مهرجان الأفلام اليهودية " ، ونقرأ كتبا عن الإبداع السينمائي اليهودي ، وتكتب الدراسات عن السينما اليهودية .. وهنا .. هنا فقط ، فلتذهب إنسانية الفن إلى الجحيم .
ولقد كان لخطة السيطرة أهداف محددة ، ولكل هدف مرحلته التاريخية وظروفه الموضوعية ، التي تستوجب إظهار السيطرة .. أو إخفائها .
المرحلة الأولي .. تشويه صورة الأغيـار .. وابراز صورة مشرقة لليهودي :
وقد ركزت هذه المرحلة سلبيا علي المسلمين والكاثوليك ، وقد امتدت هذه المرحلة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وكان من الضروري فيها اخفاء السيطرة .
ب-المرحلة الثانية .. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية :
حيث نشأت الحاجة الملحة للدفاع عن اليهودي ، والتعتيم علي ممارسات الصهاينة في الحرب العالمية الثانية ، خاصة الدور الذي لعبه يهود أوروبا في دعم ومساعدة طرفي الصراع الأوروبيين من خلال عائلة " روتشيلد" ، وقد هيأت الظروف الدولية _نتيجة الحرب _ لليهود المسيطرين علي هوليود اقتصاديا أن يفرضوا وصاية فكرية وسياسية، تمثلت في تكوين لجنة " مشروع السينما " في الولايات المتحدة الأمريكية عام1947 ، وكان لهذه اللجنة حق الاطلاع علي الأفلام قبل تصويرها ، ومراجعتها مرة أخري بعد التصوير وقبل العرض علي الجمهور ، وقد أعلنت هذه اللجنة ثلاثة أهداف لعملها :
الابتعاد عن التشهير باليهود أو السخرية منهم أو تصويرهم في أدوار الفساد والجريمة .
حذف ما يساعد المعادين للسامية ، خاصة الأفلام التي تتناول حياة السيد المسيح .
تشجيع المشروعات التي تعالج الشخصية اليهودية بإيجابية ، وتقدمها بصورة مشرفة .
وقد رأس هذه اللجنة حتى عام 1962 المنتج اليهودي " جون ستون " ، وكان له أن يمثلها أمام الاستديو هات .. وظل اليهود أيضا يمارون في احتكارهم السيطرة علي السينما العالمية ويخلطون الأوراق .. وظل هناك من يصدقهم .ويتغير اسم اللجنة في عام 1962 ، لتصبح " اللجنة الاستشارية اليهودية " ويرأسها " ريفكن " . وسرعان ما يقوم بنفسه بحلها مسقطا كل الأقنعة بعد هزيمة 1967 ، حيث صرح في بيان حل اللجنة " أنها قد قامت بدورها كاملا ، وأن صناعة السينما ودور العرض قد تم السيطرة عليها تماما ، وأن أغلب من يعملون أو يملكون هذه الصناعة هم من اليهود أيضا .
وإذا ما لاحظنا اسم اللجنة وتطوره وصولا إلى بيان حلها ، نجد أن الاسم الأول " مشروع السينما " لم يكن ينم عن الهوية اليهودية ، أما الثاني " اللجنة الاستشارية اليهودية " ففيه التأكيد علي الهوية مع تخفيف الحدة بكلمة "الاستشارية " .. أما بيان الحل .. فهو إعلان إتمام السيطرة .. كما هو إعلان بالانتقال إلى مرحلة الهجوم الشامل ، علي الجميع " الأغيار" مسلمين وعرب.. أولا .. ثم مسيحيين وأسيويين وأفارقه وأوروبيين وأمريكيين وروس وصينيين، من زاوية عنصرية صهيونية واضحة .. وللأسف فان الكثير مما دسه الصهاينة من مغالطات تاريخية وفكرية، أصبح من المسلمات لدي عدد لا يستهان به من الشعوب ، وما زال الصهاينة يحتكرون هذا السلاح الاستراتيجي الخطير .. السينما العالمية .
المصدر: العرب نيوز[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
ماري الياس الخوري غير متصل   رد مع اقتباس