رد: الركن الهادىء
للرجال فقط
هذا الموضوع أفرده لك عزيزي الرجل .. بودي أن أهمس بأذنك بعض الكلمات بعيداً عن المرأة .. وعين المرأة التي نجدها في كل مكان .
سأفرد هذه المساحة من الركن الهادىء لك عزيزي الرجل ولن أسمح للمرأة بالتغريد إلا إن وافقت أنتَ على ذلك .
هذه المساحة لك .. أريد أن أحدثك .. أن أسمع وجهة نظرك .. صدقني أنا أريد أن أصل معك إلى حل يرضي جميع الأطراف .. لن أتحيز للمرأة التي أنتمي لجنسها وأفتخر بذلك .. بل سأكون حيادية تماماً فأمرك يهمني كأمرها تماماً .
لن أطيل عليك عزيزي الرجل وسأدخل في الموضوع مباشرة .. كلامي هنا موجه للرجل الذي يطالب بحرية المرأة .. وقبل البدء بحديثي إليه أريد أن أنوه عن مدى تقديري وإعجابي بهذا الرجل وبجرأته وإنسانيته .. ولكن أيضاً أريد أن ألفت نظره لبعض المسائل التي قد تغيب عن ذهنه وهو يرفع لواء الحرية للمرأة ولا ينفك في كل جلسة عن الحديث عن مطالب المرأة وحرية المرأة وحقوق المرأة .. الخ .
عزيزي الرجل .. تخيل معي لبعض الوقت هذه الصورة ولنقلب الوضع رأساً على عقب لإعطاء مثال بسيط وهو .. تخيل أنك تأخذ مكان هذه المرأة حيث تعود من العمل منهكاً بعد نهار عمل شاق يستمر لمدة تسع أو عشر أو اثنتي عشر أو أربعة عشر ساعة من العمل المضني والمتواصل وبعد رحلة عناءٍ وكدٍ وشقاءٍ في الحافلات العامة حتى تصل إلى منزلك خائر القوى ثم تدخل إلى الركن الجميل ألا وهو المطبخ .. حتى قبل أن تبدل ثيابك لتعد زجاجات الحليب للرضيع الذي ملأ المنزل صراخاً ولتدفىء الماء من أجل الصغير الآخر .. ولتشعل المواقد في أيام البرد الشديد .. ولتعد الطعام من سلق اللحوم إلى طهو الأرز بالخضار فزوجتك لا تطيق الطعام البائت المعد من مساء الأمس .. لا لشيء .. إنما لأنها في منزل أهلها إعتادت على الطعام الطازج يومياً ! وبينما أنت غارق في المطبخ بين أواني الطبخ وأواني الجلي وتحضير السفرة يأتي إليك طفلك يحمل بين يديه دفتره يريدك أن تساعده في مسألة الرياضيات لأن والدته تتمدد على الكنبة تقلب قنوات التلفاز تشاهد هذا وذاك وتتغزل بأسمر وردي أو أشقر سماوي وتلعن اليوم الذي تزوجت فيه ذلك الحنطي .. واضطرت كذلك لانتظار طعام الغداء الذي أصبح في موعد العشاء ..وتلعن اليوم الذي أنجبت فيه سبعة أبناء لا تنتهي مطالبهم ولا ينتهي صراخهم ولا يمنحونها قليلاً من الهدوء كي تتمكن من متابعة نشرة الأخبار للمرة العاشرة في ذلك النهار .. ثم تلتهم الطعام بعد أن تبدي رأيها فيه منتقدة ألف انتقاد وتلبس ثياب الخروج وتغادر برفقة صديقاتها يتسكعن حتى آخر الليل فتعود .. حيث انتهت جميع عمليات التدريس والتنظيف ..فينام الجميع وتجلس هي ما تبقى من الليل الهزيع على رواقة .. تشاهد ما تبثه الفضائيات هنا وهناك وتلعن اليوم الذي فكرت فيه بالزواج وأسر حريتها ..
هذا المثال البسيط لك عزيزي الرجل حتى تفكر جيداً قبل أن تندفع مطالباً بحرية المرأة وحقوق المرأة .. فهل لو كنت مكان هذا الرجل هل كنت ستركض للمطالبة بحرية المرأة ؟
أنتظرك عزيزي الرجل لنتحادث ونتحاور ونتناقش في موضوع شغل الكثيرون ولكنه لليوم يتأرجح ولم نصل فيه لقرار حقيقي .. هل الرجل مع حرية المرأة ويعي ذلك تماماً أم هي ذرّ عبارات رنانة في الهواء؟
أجبني عزيزي الرجل .. أنا بانتظار إجابة منك .
|