عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 01 / 2008, 26 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رسالة من هارون الرشيد

[frame="4 10"]
عدت في المساء من ندوة ناقشت جوانب مما يتعرض له الإنسان في هذا العصر من جشع و توحش أرباب الأموال ممن يديرون هذا العالم، إن لم يكن بالحروب المباشرة فبالحروب المستترة من الهرمونات و الإضافات الكيميائية الخطرة... وما تُوصِل إليه من تفشي الأمراض المستعصية و الأوبئة و تهديد الحياة على الأرض.

فتحت التلفاز و جهاز استقبال المحطّات العربية، متنقلةً بينها واحدةً تلو الأخرى، أخبار تقشعرّ لها الأبدان إلى خلاعة تقشعرّ منها النفوس.. أغلقت التلفاز و آويت إلى سريري...


وجدت نفسي بلا مقدمات أتناول ورقة و أكتب رسالةً إلى الخليفة هارون الرشيد!!


وضعت الرسالة بجانبي على المنضدة و خلدت للنوم...

كان حلماً غريباً، وجدتني أحمل رسالتي و أطير بها بعيداً في السماء و أضعها بين طيّات غيمة بألوان قوس قزح لها جناحان تحلّق في الأفق ثمّ أعود أدراجي و أدخل في جسدي النائم.
حين استيقظت في الصباح لم أجد رسالتي، وجدت الردّ عليها بجانبي على المنضدة كالتالي:



بسـم الله الرحمن الرحيم
من العبد الفقير لله هارون الرشيد
إلى ابنتنا المواطنة العربية هدى بنت الشاعر العربي نور الدين الخطيب
سرّني امتلاكك قدراً من الفراسة العربية و الحسّ السليم حين كذّبت التاريخ المدسوس الذي زرعه أحفاد نقفورس في مناهجكم و صدّقت حواشٍ خجولة تحدثت عن تاريخي الحقيقي و جهادي وورعي.
لكنّي حزنت حين قرأت عن قدر اليأس و الإحباط الذي تعانون منه..
استرسلتِ كثيراً في وصف السلبيات و انقطاع الرجاء!!
عن فلسطين التي ضاعت و بغداد التي تسبح بدماء أبنائها، عن الفضيلة والقيم اللذين انهارا تماماً بعد سقوط بغداد، عن ابن العلقمي الذي أصبح مثلاً يحتذى و نفايات حضارة الغزاة المادّية التي يغسلون بها الأدمغة و العقول و الضمائر،عن العروبة و لغتها التي أصبحت وصمةٌ يتنصل منها أبناؤها، عن تبدّل المفردات حين يدعى الحرامي عصاميا و قاطع الطريق و بائع السموم رجل أعمال و الخائن شاطرا والجاسوس عاقلا متحضّرا و البغي فنّانة.. و الزوجات الأمهات يسهرن مع أزواجهنّ في الملاهي الليلية و الخمّارات شبه عاريات يحتسين الخمر جهاراً يرقصن ويتمايلن و الأزواج يصفقون لهن ويشاركونهن الرقص و الخمر و المجون..
و وحدهم المتمسكون بإنسانيتهم و قيمهم محاصرٌون بالفقر و قلّة الحيلة موصومٌون بالغباء والتمسك بقيم بلهاء لا تناسب العصر.
نحن يا ابنتي نعرف كلّ هذا ...
الأقمار الطبيعية تعكس لنا كلّ ما يحصل على الأرض، أرواحنا خارج نطاق الجاذبية و دورة الزمان، نرى في برزخنا كلّ العوالم و الأجيال والأزمان..
رويداً يا ابنتي ...
ضاعت فلسطيننا إلى حين و سقطت بغداديَ إلى أجلٍ مسمّى ..
الفوضى و الفتن و انهيار القيّم والأخلاق و التنصّل من الهزيمة باللانتماء و تقليد المستعمر لرفع الإحساس بالدونية نتيجةٌ حتميةٌ تتبع الاحتلال.
المهم أنتم العرب الشرفاء ..
أنتم لستم أغبياء فإياكم و الهزيمة النفسية و الشعور بالدونية، نحن أهل العزّة والكرامة، أعرف أنّ أحفاد نقفورس ينتقمون منّي فيكم ، ربّوا أبناءكم على الكرامة و القيم، على التعلّم و الارتقاء، على الاستعداد للفجر الذي سيأتي يوماً..
أنتم تعرفون أنهم ليسوا أحسن منكم و أنّ حضارتكم إنسانية و حضارتهم ماديّة، و كلّ الأدمغة التي صادروها أو ترصدوها من بينكم تثبت هذا ...
تمسكوا بدينكم، دين الوسطية و الفطرة السليمة،احموه من الذين يشوهونه والهجمة عليه بين الإفراط و التفريط، بمكارم الأخلاق و الدين الجميل الذي يستمدّ جماله من جمال صاحبه، و بالعربية التي خرجت من كونها لغة عرقٍ فقط إلى لغة دين لا تصحّ الصلاة مفتاح الإسلام إلاّ بها و اعلموا أنّ ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب، انشروا الوعي اللغوي لتقاوموا الهزيمة النفسية و الشعور بالنقص.
أعلموا أنّ لغتكم هي عزّكم و كرامتكم و بأنكم لن تخرجوا من الهزيمة النفسية إلاّ بالتمسك بها و بزرع الغيرة مجدداً على هذه اللغة المرنة الجميلة، أعيدوا إحياء فنونها كما كنّا نفعل أنا و زوجتي زبيدة، من الخطّ إلى الشعر إلى إحياء المنتديات الأدبية و اعلموا أنكم إن تشبثتم بدينكم و لغتكم فلن تضيعوا أبداً حتّى لو حاربكم أهل الأرض كافةً.
ابنتي المواطنة العربية هـدى
كبوة الحصان العربي الأصيل لن تطول، و الحقّ بأهله ينتصر و الباطل محكومٌ عليه بالزوال ولا يبقى في الأرض إلاّ ما ينفع الناس.
روح زوجتي و ابنة عمّي زبيدة، المرأة الوحيدة التي أحببت معي تشدّ أزركم و لكم منّي و منها السلام
هارون الرشيد


[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس