عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 12 / 2009, 39 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

وجوه لا تعرف اليأس

وجوه لا تعرف اليأس .
أخيرا ًعرَفت الطريق إلى المرآة .. عقود طويلة من الزمن كادت تنسى هذه القطعة البراقة التي تتراكض عليها النساء بلهفة .. يبثثنها أسرارهن .. يسكبن عليها دموعهن .. يرسلن إليها آلاف الأسئلة ويطرحن أمام جلالتها مشاعر الندم .. الألم .. الغرور .. الفرح .. الحزن .. القهر .. واليأس .
إلا هي فقد كانت تجهل هذه الطريق إلى هذا اليوم الذي وقفت فيه كملكة نُصبت أمام العرش لتنظر أخيرا ً في المرآة .. لا كي تتفحص شكل ملامحها وعدد التجاعيد التي غزت معالم وجهها بل كي تعد السنين على رحيل أخر ميعاد للفرح من حدائق قلبها .
على الضفة الأخرى من الحياة .. كان هو .. منسيا ً .. مهجورا ً .. مركونا ً على رف عتيق من رفوف الحياة الأيلة للسقوط .. حتى ظهرت هي من مصباح علاء الدين فنفضت عن رئتيه غبار الزمن .. وعرفت أخيرا ً الإبتسامة العذبة طريقها إلى شفتيه ..
كتلة جامدة من تجاعيد الزمن هو .. لكن هناك فسحة صغيرة من الأمل .. منسية .. لم تصلها براثن الزمن .. ابتسمت لرؤيتها .. تنفست لأول مرة منذ زمن طويل أكسجين الحب من النظرة الأولى وفي هذا السن الذي لم يعد الزمان يقف عنده ويسجل ما تبقى له من الأيام .
لم تجزع .. لم تهلع .. حين رأت التجاعيد تتزاحم على وجهها بحيث لم تترك مساحة صغيرة لإبهام عاشق فكر أن يمرّ عليها بلمسة ناعمة بعد كل هذا العمر ومع ذلك تناولت علبة المساحيق المتآكلة ملوحة بميعاد جديد للفرح .
هو .. يعد الثواني للقاء الفرح .. ينتظره على قارعة العمر .. يرسم ابتسامة بالكاد تقرأ ملامحها .. لكن بريق النظرة في عينيه يشير بالفرح .. وسؤال فضولي أرخى ظلاله عليه .. هل يحصل هذا .. وفي هذا الوقت المتأخر من العمر ؟
لكن من يحاسب الزمن ؟ من يجرؤ على محاسبة الزمن ؟
وهل بقي في العمر عمرا ً نحاسبه عليه ؟
ها هو قطار العمر يتهادى على ضفاف النهاية .. قد تكون هذه هي اللقمة الأخيرة فهل ستبقى عالقة في جوف الأيام ؟ أم سيكتب لها المرور مع أهازيج الفرح والسعادة ..
كانت تضع المساحيق على تلك التجاعيد برفق ووجل كمن يخشى أن يغير وجه النجوم فتحل عليه لعنة السماء .
تذكرته .. تذكرت شكل الفرحة حين رقصت طربا ً على محياه .. نهضت متفائلة .. رفعت جسدها كمن يرفع عمره كله على أكف العتاب .. وما أن وصلت باب المنزل حتى صاحت تلك العجوز القابعة في ركن مهجور في المنزل .. نسيها الموت ونسيتها الحياة ولم تعد تذكر سوى تلك المرأة التي وهبتها حياتها للإهتمام بها ومسايرتها والترفيه عنها .
أين أنت ذاهبة يا ابنتي .. هل ستتركينني وحدي ؟
تعالي .. لا تذهبي إليه .. لا تتركيني وحدي ..

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]

التعديل الأخير تم بواسطة ميساء البشيتي ; 24 / 01 / 2010 الساعة 03 : 08 PM.
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس