[ميساء البشيتي]

كيف يلفظني قلبك ؟
كيف يلفظني قلبك وأنا التي أتربع على عرشه وأعبث بتاج عمره وصولجانه ؟
لم أغادر حدائق الطفولة بعد لكنني فتحت عينيّ على يديك تحيط بخاصرة عالمي ..
تداعب بأناملك الحريرية فراشات الربيع وتواعدها سرا ً على شرفة عمري ..
كنت أراك تجمع عصافير الحب على كفيك تلقنها دروسا ً في الحب ..
و أسمعك تعلم الكنار كيف يشدو و النحل كيف يغفو ..
والقمر كيف يغيب خلف كتفيك يعلو ويدنو .
لم أغادر حدائق الطفولة لكنك أسكنتني في جنة عمرك .. وأقفلت الباب بوجه هذا العالم ..
تركته يكبر .. يسافر .. يهاجر .. يغيب .. وأحيانا لا يعود ..
وأنا ما زلت ألعب في حدائق الطفولة داخل جنة عمرك .
كيف يلفظني اليوم قلبك ؟
كيف تلقي بي إلى هذا العالم الذي كبرفي الصحراء بعيدا ًعني وعن جنتك ؟
كيف أفرّ من نظرات الكيد والغيظ التي يمطرونني بها ..
وأهرب من همساتهم التي تجرح كبرياء قلبي وتمزقه أشلاءً تنثرها على أسوار مدينة
لم أطأها في يوم حافية القدمين كما وطأت جنتك
ولم أسمع فيها كنار يشدو ولا عصفور يغرد ولا نحل يغفو بل يلسع ويلسع ويلسع وأنت لا تسمع نحيبي وأنيني وصدى وجعي .
كيف يلفظني قلبك وأنا قطتك المدللة التي ليس على حجرك غيرها ..
ولم يقلم أظافرها غيرك ..
اليوم لا أحد سيقلم لي أظافري .. وأعدك إن استمر نعيق الغربان من حولي سأنهشهم بأظافري غير المقلمة والمهذبة على يديك ..
عندها لن يهمني عرش قلبك ولا تاجه ولا صولجانه
ولن أعود لقلب لفظني لمدن تدمر حدائق الطفولة وتنثرها أشلاء ًعلى تلك الأسوار .