فلسطين في الأغنية العربية/ يا مجاهد في سبيل الله وفيلم فتاة من فلسطين
[align=justify]
القضية الفلسطينية كانت أكثر القضايا العربية التي اهتمت بها الأغنية الوطنية. فنالت المساحة الأكبر والقسط الأوفر مما أبدعه صناع النغم العربي في الأغنية الوطنية، منذ الأيام الأولى لوقوع نكبة فلسطين عام 1948. وهذا أمر طبيعي فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والأساسية. وركزت جميع هذه الأغنيات على أن القضية الفلسطينية هي قضية تحرير أرض فلسطين كاملة، وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه. وليست مسألة تسويات كما يحدث الآن. وفي هذه الدراسة، سوف أبحث في الأغنيات التي تناولت فلسطين وقضيتها أولاً في مصر، وهي صاحبة النصيب الأكبر من هذه الأغنيات، ثم في لبنان فسورية، مع إيراد النصوص الكاملة لأغنيات التي تحدثت بكاملها عن فلسطين، وإيراد المقاطع الخاصة بذلك في الأغنيات التي تناولت مواضيع أخرى، لكنها خصصت أحد مقاطعها لفلسطين.
يا مجاهد في سبيل الله وفيلم (فتاة من فلسطين) المأساة الفلسطينية التي وقعت عام 1948 والتي تمثلت بطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، هزت ضمائر ووجدان الشعب العربي بأكمله، وفي المقدمة الشعراء والموسيقيون. فأبدعوا الكثير من القصائد والزجليات التي تحولت على أيدي الموسيقيين إلى أناشيد وأغنيات، تصور حجم المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، وتشحذ الهمم باتجاه التحرير. فكان أن ظهرت منذ العام الأول للنكبة العديد من الأغنيات عن فلسطين، منها أغنية (يا مجاهد في سبيل الله) التي كتب كلماتها بيرم التونسي، ولحنها رياض السنباطي، وغنتها سعاد محمد. وهي أول أغنية عن المأساة الفلسطينية، ظهرت والجراح مازالت حارة، تنزف الوجع الفلسطيني. وتزامن ظهورها مع أغنية أخرى للموسيقار محمد عبد الوهاب، ستكون موضوع الحلقة الثانية.
وجاءت هذه الأغنية ضمن فيلم (فتاة من فلسطين). فقد أراد المخرج محمود ذو الفقار تجسيد المأساة الفلسطينية في فيلم سينمائي والجراح لا تزال حارة. واختار لبطولة فيلمه المطربة سعاد محمد، ليستفيد من صوتها القوي في أغنيات الفيلم التي وضع لحنها رياض السنباطي ومحمد القصبجي وعبد الغني الشيخ، وغنتها – طبعاً – سعاد محمد. وقام محمود ذو الفقار بالبطولة الرجالية، والفيلم قصة وسيناريو وإنتاج عزيزة أمير. وشارك فيه باقة من كبار الممثلين منهم حسن فايق وصلاح نظمي وزينب صدقي. وعرض الفيلم في تشرين الثاني عام 1948.
في أول مشهد من الفيلم تظهر سعاد محمد (واسمها سلمى في الفيلم) في قطار قادم من فلسطين يحمل اللاجئين إلى مصر. وتؤدي أغنية مليئة بالحزن والشجن (ايش صابك يا صبية.. وين رايحة ومنين جايه). فقد هربت بعد أن قتل الصهاينة جميع أفراد أسرتها، وحاولوا اغتصابها، لكن الأب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، استطاع أن يقتل مجموعة الصهاينة قبل أن يفعلوا ذلك، وكانت آخر كلماته لها (اذهبي إلى مصر، هناك ستجدين أهلك).
في مصر تلتقي سلمى بابن خالتها عادل (محمود ذو الفقار) الطيار في الجيش المصري، والذي لم يكن قد رآها من قبل، فيتبادلان الإعجاب والحب. وانتقاماً لما تعرضت له سلمى وأسرتها على يد الصهاينة، ينطلق بطائرته ليشن غارات على تل أبيب، بينما تتطوع سلمى للخدمة في الهلال الأحمر، تعالج المصابين العائدين من الحرب، وتصاب طائرة عادل في إحدى الغارات الجوية بضربة قاسية، فيهبط على الأرض مكسور الجناح محطم الآمال.
وعودة إلى أغنية (يا مجاهد في سبيل الله)، فقد وضع لها رياض السنباطي مقدمة موسيقية قوية، تعبر عن التصميم على العودة، وغنتها سعاد محمد في الفيلم بمنتهى الحماس، تحض وتحمس المقاتلين الذاهبين إلى فلسطين، وكان صوتها ينطلق وكأنه طلقات الرصاص، يحث العرب على الدفاع عن فلسطين.
كلمات: بيرم التونسي
تلحين: رياض السنباطي
غناء: سعاد محمد
يا مجاهد في سبيل الله
دا.. اليوم اللي بنستناه
طول يا بطل ما معانا سيوف
الدنيا ياما بكره تشوف
احنا عرب أصلنا معروف
فن الحرب إحنا بدعناه
يا مجاهد في سبيل الله
كل حياتنا كفاح وجهاد
شيء وارتينو عن الأجداد
قبل ما كنا دول وبلاد
فيها العز وفيها الجاه
يا مجاهد في سبيل الله
أرض جدودنا وغيرها ما فيش
فوقها نموت وعليها نعيش
ما فيش مطرح للخفافيش
واللي يريدو الله نرضاه
يا مجاهد في سبيل الله
شرف الحرب دا.. عمر جديد
تبقى تعيش إذا عشت سعيد
عند الله وتنول في رضاه
يا مجاهد في سبيل الله
يوم الحرب دا.. يوم أفراح
نوهب له أعز الأرواح
نوهبها بضمير مرتاح
سافر يللا بحفظ الله
يا مجاهد في سبيل الله
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|