أنا إنسانية جدا ولكن أتعبني النفاق الإنساني/ بين غزة وهايتي
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:3px double indigo;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أنا إنسانية جدا ولكن أتعبني النفاق الإنساني المزدوج
كل سنة كنت أتبرع بسخاء لطفل من الهند وأحث تلاميذي على مشاركتي في ذلك أعرض عليهم صورة الطفل وأسرد لهم ظروفه الحياتيه، كم روبية يكسب والده من عمله أجيرا و كم هو زهيد أجر الأم و أحيانا أواصل الحديث عن الفقر المذقع في الهند وعن قلة الوقاية وعدد الإصابات بالعمى.
كنت أقول أن تأمين عام دراسي ومأكل ومشرب في دار تربوية مقابل مبلغ قد لايصل السبعين يورو عمل إنساني يسير قد يغير مجرى حياة إنسان وينتشله من الفقر الجارف أو الجهل الحالك.
لكن حدث أن تلى حصار غزة حرب ذميمة ورأيت أشلاء الصغار تتناثر و عيونهم تفقأ ولم يتحدث أي من زملائي عن غزة، لم أصادف ولو لمرة وأنا أدخل قاعة الأساتذة لأحتسي كوب الكابوتشينو أو الشكولاتة أو شاي البيك ويك أن فتح أحد النوابغ عندنا المتباهين بدواوينهم أو مقالاتهم النقدية في الصحف ونشاطاتهم الإجتماعية فمه ليقول الحصار جائر والإنسان هو الإنسان في كل مكان والطفل بذرة يجب أن يلتفت لنشأتها كل تربويي العالم و يحموها من الأذى على الأقل بالتذكر و التنبيه و الاحتجاج ولوالخافت.
لم يحدث هذا أبدا و سكرتاريا إدارتنا تفتخر بتعليق صورة أحد البؤساء الهنديين الصغار ليراها العابرون .
اليوم وأنا أدخل لأحتسي مشروبا ساخنا وجدت الآلة الأوتوماتيكية نصف مغطاة بورقة كتب عليها رقم الحساب للتبرع لضحايا زلزال هايتي.
تساءلت هل الهايتيون أكثر آدمية من الغزاويين؟
تذكرت زميلتي قلت لها ذات يوم كل سنة يكرر الحديث عن 11سبتمبر لكن العالم شهد مجازر أفظع و أوحش ماذا عن هيروشيما وناكازاكي.. فردت :لا هناك اختلاف هناك كانت حربا، صراعا بين دولتين لكن المختلف في 11سبتمبر الطابع الإرهابي و المنظمة التي لا يعرف من أي قطر ستأتي ضربتها وبأي مكان وأنا س ستلحق أذاها.
كانت مقتنعة جدا وكان ورائي يوم عمل طويل يصدني عن نقاشات جافة فانصرفت لكنني اليوم لم أكتب رقم الحساب الذي يصب في هايتي و نقلت كوبي من تحت الآلة المنادية بالتبرع , ملأته بماء بارد و انصرفت وإنسانيتي منتكسة وقد خيبت آمالها إنسانية كريمة حسب المزاج ومنسجمة مع الخطاب الإعلامي.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|