عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 01 / 2010, 33 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
د ثروت عكاشة السنوسي
شاعر وقاص ، يكتب القصة القصيرة- الشعر- المسرح- الرواية، رئيس قسم قصيدة النثر / هيئة الديوان الألفي ، هيئة النقد
 





د ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: أسيوط - مصر

انتظار/ قصة قصيرة للدكتور/ ثروت عكاشة السنوسي

انتظار..!

تتناهى صرخات الصغير الذي استيقظ إلى مسامعها، فتسارع بإجابته، تلحقه قبل أن يسقط من حافة السرير، تحمله في حنو، تهدهده.. تقدم له ثديها فيلقمه، ثم يستكين وينام.. تضعه على السرير بحرص شديد بعد أن تسد طريق الحافة بوسادة عالية تمنعه من السقوط..

تدخل أم محمود إلى عشتها، وهي تحمل أقفاصها، فتبتعد عنها الطيور وتتراكم في زوايا العشة، تقترب من الركن.. تشعر الدجاجات بشيء ما، تميل بأعناقها الرفيعة نحوها وتنتظر يدها التي تمتد في حركة فجائية وتقبض على الواحدة تلو الأخرى، وتلقيها في الأقفاص حتى تمتلئ.. تنهض، تنقلها قفصا بعد الآخر، تغلق باب عشتها، تشعر الطيور المتبقية ببعض الأمان، لكنها تظل منكمشة لثوانٍ، ثم تنطلق في مرحها من جديد..

كل صباحٍ.. ألمحها وهي تحمل أقفاصها الملأى بالطيور المستكينة على رأسها، أتأملها وهي تدك الأرض برجليها الغليظتين، أرقب ردفيها يتعاركان وأضحك.. قصيرة هي، لكن خطواتها النشطة تنم عن الصحة والعافية، وعودها الممشوق ينبئنا عن شباب مضى.. تشق طريقها إلى السوق، تغيب بضع ساعات، ثم تعود مسرعة وأقفاصها فارغة..

تعود إلى عشتها، وهى تحمل في إحدى يديها علبة مملوءة بالماء، بينما تمسك بيدها الأخرى طرف طرحتها التي تصُرُّ فيها بعض الغلال، تقف عند الباب، تصلي على النبي، تنتبه إليها الطيور، فتسارع لتتجمع أسفل قدميها، تبذر لها الغلال البيضاء والسمراء، فتلتهمها نهمة بين عراك وضجيج هنا وهناك، كأنها لم تطعم شيئا من زمن بعيد، تفرغ الماء من العلبة في أوانٍ فخارية، يسارع الإوز والبط للشرب، بينما تملأ صحاف الحمام بالماء النظيف فيرفرف أكثر سعادة منتظرا دوره في هدوء.. تتجه إلى مطبخها، توقد الوابور، وتبتعد عن رائحة الغاز وخنق الدخان..

حينما تصفو النار، تعود لتضع حَلتها النحاسية المملوءة بالماء فوقها، ثم تمسك سكينا وتصعد إلى السطح، تمرق إلى العشة، تسارع الطيور بالهرب لتنجو، تقبض يدها على الديك الشركسي الذي تتوق نفسها إليه.. تجلس القرفصاء على العتبة، تدوس برجلها على رجليه العرجونيتين.. تلوي عنقه.. تكبّر.. تمرر نصل سكينها الحامية على عنقه، ثم ترميه في ركن العشة، يتقافز مع صوتٍ متحشرج، يصطدم بكل الجدران، تتناثر دماؤه على الجميع.. في آخر المطاف يستكين،تصمت الطيور، وتتابع الانتظار.. مقابل الغذاء في بيت أم محمود..
***

د/ ثروت عكاشة السنوسي
عضو اتحاد كتاب مصر

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د ثروت عكاشة السنوسي غير متصل   رد مع اقتباس