شعبية دولة الكيان الصهيوني والتعاطف معها يتدنيان بشِدَّةٍ في الغرب
رغم ماقد يعتقده البعض بأن الانحياز الغربي لدولة الكيان الصهيوني متواجد على الدوام و مسنود من طرف شريحة اجتماعية كبيرة و رغم ضجة الإسلاموفوبيا التي تسوق لها كثير من وسائل الإعلام إلا أن الحقيقة أن شعبية دولة الكيان الصهيوني تدنت إلى حد غير مسبوق .
حرب غزة لم تكن نصرا كما روج لها الزعماء الصهاينة المتنافسين وقتها حول أصوات الناخبين على حساب أرواح الأطفال و النساء في غزة.
في الصحيفة الأمريكيةـ اليهودية الشهرية '' كومانتاري' كتبت الصحفية الإسرائيلي إيفلين غوردون 'إن تنامي النفور من إسرائيل بوضعه الحالي أخطر عليها من أي تهديد عسكري مهما كان حجمه وشكله 'كما كتبت الصحفية إيستير فوت في صحيفة 'الصحيفة إسرائيل الجديدة 'الأسبوعية في عدد آخر شهر ديسمبر المنصرم :' إسرائيل مهددة بأن تتحول إلى كبش فداء العالم 'وأضافت أنها تتوقع ليال حالكة لإسرائيل ورغم أن الكاتبة ذكرت بالمقولة الصهيونية أن كل يهودي بدون إسرائيل شيك بدون رصيد إلا أنه يمكننا التساؤل إلى أي حد ينفع إيقاظ الروح الصهيونية إن نبذها غير اليهود وحتى بعضهم ممن اختاروا النأي عن هذا التوجه الذي لا يريح ضمائرهم؟
جامعات بريطانية وأمريكية وأوروبية بشكل عام صارت تطالب بمقاطعة أكاديمية لدولة الكيان الصهيوني أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مؤخرا جامعة بيرغن النرويجية التي أراد ممثلوها بالمقاطعة الأكاديمية التعبير عن رفضهم لسياسة الآبرتهايد العبرية ، وأكاديميون من شتى الدول الغربية صاروا يرفعون أصواتهم ضد التواصل والتعامل معها كنوع من الضغط ومن بينهم من تنازل حتى عن انتماءه لتلك الدولة كالبروفسور البريطاني حاليا أورين بن دور .
يقول الكاتب الهولندي آري كاوبر الذي كتب بيوغرافيا الصهيوني آبيل هيرزبيرغ أن' إسرائيل تتجه نحو ببطء نحو قتل نفسها بنفسها' وذلك قد لايشعر به كثيرون وسط ضجة الأخبار و الحروب والأزمات المنتشرة في شتى بقاع العالم لكن الحقيقة أن دولة الكيان الصهيوني تتمادى في إيذائها لتطول بأذاها نفسها وأنه لكل أمر سلبي إيجابياته أيضا.
الحرب على غزة بقدر دمارها ووحشيتها بقدر ماكشفت الوجه البشع لمن يلقبون نفسهم بديمقراطيي المنطقة ولمن يروجون لهم بأنهم نموذج التحرر الغربي وسط الشرق الأوسط اللامتحضر والرجعي.
يوازي تدني شعبية الدولة العبرية في الغرب تدني شعبية الرئيس أوباما في دولة الكيان الصهيوني فهناك من يفضل أن يكتب إسمه كاملا باراك حسين أوباما وهناك من الصحافيين اليمينيين المتطرفين من يكتب إسمه ب ب.حسين. أو B.HUSSEIN.O للتركيز على الإسم العربي لكن هل سيغير هذا شيئا أم أن الطفل المدلل لأمريكا والغرب آن له أن يدرك أنه تمادى كثيرا وأن الزمن تغير وأن من يكتشف الحقيقة لن يعود أدراجه لتصديق سيناريوهات الأوهام على أي حال فإن شيئا واحدا صار واضحا جليا وهو أن الدماء الفلسطينية الزكية إن سالت رقراقة وروت الأرض فإنها تلطخ قبل ذلك أيدي من يهدرها وأن من الجرائم مالايسقط بالتقادم.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|