01 / 02 / 2010, 50 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [2]
|
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
|
رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش
الحــــــلقــــة الثــــانـــية
[align=justify]كبرت قليلا كما يكبر جل الأطفال ، فالحليب المستورد يجعلهم بالغين في ظرف قياسي مثل الدجاج ، كبرت ليس لأنني كنت أتناول الحليب بكثرة أو " النيسلي " بكثرة ، إنما لأنني كنت أريد أن أكبر بسرعة الضوء و الريح و الأعاصير و الطوفان، سرعة خارقة للعادة و خارقة لكل التوقعات من العجائز اللائي كن يتكلمن عن أحجام الأطفال في مثل عمري، خالتي – الطاوس – كانت العجوز الأكثر تفننا في مضغ الكلام و الوصف الدقيق ، و كأنها خبيرة في شؤون الطفولة قالت لأمي المغلوب على أمرها " ولدك أصبح ممتلئ و كأنه برميل من الحجم الكبير.. ماذا تطعمينه حتى أصبح مثل البالون " ، أمي تمتمت تحت أسنانها " خمسة و خموس في عيونك " ، لا أدري لماذا خمسة و ليست ستة و ليست سبعة ، كأن خمسة سلاح من الطراز الخطير يستطيع مقاومة صد أي هجمة من العين و الحسد .
أول لعبة تعلمتها هي كرة القدم ، لم تكن أيامها كرة قدم لأننا لم نكن نجري وراء كرة مثل أيامنا، فأحيانا كنا نأتي بكيس بلاستيكي و نملأه بالورق و القش ليتخذ شكل الكرة ، و أحيانا كان شكله بشكل البطيخة المنبعجة ، و في مرات كنا نشتري كرة بلاستيكي بعد أن نسرق دنانير من جيب أمهاتنا ، لكنها لا تلبث إلا أيام قليلة لتتمزق ، في إحدى المقابلات التي كنت أنا قائد فريقي طبعا فيها و الحامل لرقم عشرة ، قد تقولون لماذا عشرة و ليس تسعة أو رقم آخر ، لأن الرقم عشرة كان يحمله أيامها اللاعب – بلومي لخضر – و لأنني كنت أتمتع بقاذفات أرض جو و أرض أرض و حتى أرض و تحت الأرض فكنت أغتصب هذا الرقم من بقية اللاعبين .
بينما نحن نتقاتل في أرضية الميدان الغير معشوشبة اصطناعيا ، من هنا كرة و من هناك نصف كرة هاربة، إذ برجلي التي لبست حذاء من حديد تسدد طلقة بسرعة 100 كلم في الساعة ، كنت أظن أنني سأصبح مجرم تحت السن القانوني للإعدام ، الحارس كان طويل و فارع لكنه ضعيف البنية الجسدية ، فعلا خشيت أن أتسبب في شطره إلى نصفين ، لكن الكرة البلاستيكية تجاوزته و وصلت إلى منزل الجيران المحاذي للملعب الصغير، و كانت المفاجئة التي لم ننتظرها .
خرج عمي – الطاهر- و هو يحمل في يده اليمنى سكينه الطويل و في يده الأخرى كرتنا مذبوحة كدجاجة صغيرة ، الجميع هرول فزعا و كأنهم جرذان شاهدت قط بشارب ضخم ، إلا أنا حملت صخرة و وقفت في مواجهته .... يتبع [/align]
|
|
|
|