05 / 02 / 2008, 23 : 05 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين/ فكرة و فلسفة الاستيطان ج/1
[frame="13 80"]
[align=justify]
الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين/ فكرة و فلسفة الاستيطان ج/2
تمهيــد
جاءت البرامج الاستيطانية الصهيونية لإقامة المستعمرات اليهودية على الأراضي الفلسطينية تحت تبريرات دينية وتاريخية مفادها أن هناك حقوقاً تاريخية ودينية يهودية على أرض فلسطين، وهذه الحقوق هي التي وعد بها الرب الشعب اليهودي، وقد تطور هذا المفهوم فيما يعد إلى جعل إقامة المستعمرات أداة لتعزيز أمن دولة إسرائيل بعد قيامها عام 1948.
إذن فإقامة المستعمرات واستيطانها على الأرض الفلسطينية يمثل حجر الزاوية في الإيديولوجية الصهيونية وذلك للأهمية العظمى التي ينطوي عليها الاستيطان وتكمن هذه الأهمية في عدة جوانب وهي:
الجانب الديموغرافي: إن إقامة المستعمرات يعمل على جلب المزيد من المهاجرين اليهود، الأمر الذي يؤدي إلى لعب دوراً كبيراً في عملية تهويد الأرض الفلسطينية، فمنذ أن جاءت حركة الاستعمار الاستيطاني في أواخر القرن التاسع عشر، تمكن المستوطنون اليهود من السيطرة على المناطق الاستراتيجية والموارد المائية، بالإضافة إلى السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة وبمساعدة المؤسسات الصهيونية من جهة ودعم بريطانيا الدولة المعتدية من جهة أخرى أمكن للمهاجرين اليهود من السيطرة على المقدرات الاقتصادية لفلسطين مثل شركات الكهرباء والماء والشركات الزراعية الصناعية وغيرها.
أما بعد عام 1967 فعلى الرغم من سيطرة المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة على المناطق الاستراتيجية والموارد المائية، وما صاحب ذلك من سيطرة واسعة على الأراضي الفلسطينية، وأعمال التدمير للمظاهر البيئية الفلسطينية، وأعمال التنكيل بالشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وهدم للبيوت إلا أن دور المستعمرات في التغيير الديموغرافي مازال محدوداً لأن العديد من المستعمرات ما زالت فارغة، ولا يشكل عدد سكان المستعمرات إلا نسبة ضئيلة من جملة عدد السكان في إسرائيل.
الجانب الاقتصادي: لقد بدا الاستيطان مسألة مربحة لمؤسسات الصهيونية وللحكومات الإسرائيلية لأن الاستيطان اعتبر مصدراً مهما للمساعدات والتبرعات المختلفة من أماكن عديدة وخاصة بين الأوساط اليهودية[*].
الجانب الأمني: وهو أحد المهام الرئيسية التي يعتمد فيها على المستوطنات، فبإضافة إلى المظهر العسكري التي تبدو فيه المستعمرات كإحاطتها بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة إلا أن تكثيف وجودها في محاور وكتل مخططة ومدروسة إنما جاءت تحت دعاوى أمنية مخصصة،
وأخيراً يأتي الجانب الطائفي والذي يهدف إلى التخلص من مسألة التعدد الطائفي بين اليهود بعد أن عجزت الصهيونية عن صهر يهود العالم في بوتقة واحدة ومازالت هناك طوائف غير مرغوب فيها، ولا يعترف بيهوديتها ومن هنا جاءت إقامة المستعمرات المنعزلة لضم طوائف مثل الزنوج اليهود الفلاشا وغيرهم.
لقد تمكنت الدوائر الدوائر الصهيونية منذ بداية القرن التاسع عشر مستغلة بعض الظروف السياسية السائدة في ذلك الوقف وأهمها ضعف الدولة العثمانية ثم المساعدات الكبيرة التي قدمتها بريطانيا لهذه الدوائر خصوصاً بعد انتدابها على فلسطين من إقامة العديد من المستعمرات اليهودية، والتي تطور العديد منها ليصبح مدناً كبيرة واستطاعت هذه المستعمرات من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية بعد نزع ملكيتها من أصحابها الشرعيين وبطرق مختلفة مثل المصادرة والطرد بعد ارتكاب المذابح والمجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأمر الذي أجبر معظم الشعب الفلسطيني على ترك أرضه ومنازله ليعيش لاجئاً في مخيمات البؤس والشقاء وقد واصلت هذه الدوائر إقامة المزيد من المستعمرات حتى بعد قيام دولة إسرائيل وما زالت ونحن هنا لسنا بصدد استعراض تاريخ الاستيطان وإنما نريد أن نلقي الضوء على المستعمرات اليهودية في فلسطين.
---------
*حمد الموعد- الاستيطان واليوتبيا الصهيونية
[/align][/frame]
|
|
|
|