الموضوع: سماحة السيد؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 02 / 2008, 24 : 05 PM   رقم المشاركة : [5]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: سماحة السيد؟؟؟

الصديق رشيد حسن:
قبل أن نناقش موقفينا من السياسة الإيرانية في المنطقة، من الضروري أن ننجز مراجعة تاريخية مختصرة لأبرز المحطات التي تميز علاقة الوطن العربي بثورة علي خميني.
يجب أن نفهم أن ثورة علي خميني تأسست على تيار أقلوي في الإسلام انبثق عن لحظة فتنة و التهاب ذاتي، هو المذهب الشيعي، و من هذا المنطلق يصير مشروعا استعماريا دمويا أن يعلن نظام طهران عن ايمانه بمنهج ثوري أممي اسلامي. كما أن الثورة الإيرانية خضعت لتغيير جذري في مقوماتها التي ارتكزت على الشيوعية، فقد تدخلت القوى الغربية لإسقاط الشاه إثر توقيعه معاهدة سلام مع الرئيس صدام حسين، كما افترض بعض المحللين أن الغرب سعى ألى منع قيام حلف تقدمي يؤلف بين الفكر الثوري البعثي في العراق و الفكر الشيوعي في إيران، غير أن هذه الفرضية تفندها العلاقة المتوترة بين الحزبين الشيوعي و البعثي في العراق. إلا أن التوافقات التي يمكن أن يستخلصها مذهبين تقدميين(البعث و الشيوعية) أخطر على المصلحة الغربية في الشرق الأوسط من تهييج الصراع بين ثورتين متضادتين. فتم نقل خوميني من فرنسا، التي احتفظت به إلى التوقيت الملائم لتنصيبه حاكما مطلقا على إيران، إلى طهران و كان أول عملية نفذها خوميني سحق الشيوعيين و التنكر لوعد الحكم الذاتي الذي قدمه للعرب الأحوازيين. لا أزعم أن خوميني نتاج تخطيط مخابراتي غربي، و إنما الفكر الذي نادى به حقق البيئة المناسبة لمحاصرة الأطروحة القومية.
في مناخ مماثل، كانت الحرب الخيار الوحيد لتحصن كل من الثورة العربية في العراق و نظيرتها الفارسية حدودهما، و رغم أن الحكومة العراقية وقتئذ وافقت على انهاء العمليات العسكرية بعد يوم واحد إلا أن:"الإمام" خوميني أصر على المواصلة، و قد اعترف، بعد ثماني سنوات، بهزيمته و تجرعه السم.
كما أن رواية تاريخية تحقق الإنسجام المنطقي في مستوى رؤية البعثيين للقضية الفلسطينية و أهمية تحرير الوطن تمهيدا للإنطلاق من جديد في البرنامج الوحدي باستثمار الثروة-الثورة(النفط حسب التعريف التقدمي)، تقول إن ياسر عرفات اقترح على الجيشين الإيراني و العراقي اتحادا يستمر في الطريق إلى فلسطين لتخليصها من اسرائيل، و تحرير فلسطين بواسطة قوة عربية قومية وازنة يمثل تهديدا وخيما لمقاصد الثورة الإيرانية، رفض خوميني و وافق الرئيس صدام حسين.
هذا ما يقوله التاريخ غير المحرف أخي الكريم عن ايران، أما تأييدنا لإيران حاليا، فإنه يتغذى على دماء أشقائنا في العراق حيث يكرر الوطنيون العراقيون دعوتهم إلى حضور عربي و دولي فاعل للحد من النفوذ الإيراني، و مؤخرا أصدرت عشائر الجنوب العراقي الشيعية بيانا حادا تندد فيه بالغزو الإيراني المحمل بممارسات "ثقافية" غريبة عن الشيعة العراقيين كاللطم و التطبيل و الحركات المهدوية و كل أشكال الإنحطاط الفكري المتقنعة بذكرى الحسين رضي الله عنه.
و عن حزب الله، فإنني أورد في مقالي أن استحضار تاريخه اجترار لمعارف و حقائق مشهورة عند المسلمين، من ذبح الفلسطينيين في لبنان؟ من ساهم في القضاء على الحركة الوطنية اللبنانية؟ من أعاد لبنان أعواما طويلة إلى الخلف بسبب عملية غير مسؤولة؟ أجل أقول إنها عملية غير مسؤولة، فالفعل المقاوم يعتمد على التخطيط و الإستشراف و لا يعني الرضوخ للإنفعالات و العواطف؟
من حقك أن تؤيد ‘يران استنادا إلى ما تفضلت بتسميته حمية اسلامية، أما أنا فأعتبر النظام الإيراني خطرا جسيما على هويتنا العربية و على الديانة الإسلامية و خصوصا فقه المعاملات و تاريخ الإسلام و أيضا الثوابت العقدية.
  رد مع اقتباس