03 / 02 / 2010, 26 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [66]
|
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
|
رد: الأدب العربي وأبعاده في جمهورية مصر
صالح مرسي.. البحار الذي أصبح أديب الجاسوسية الأول
نجلاء ابو النجا .. جريدة الفجر
لم يكن يتوقع احد ان يتحول البحار ذو الميول الرومانسية الي اشهر كاتب مصري عن الجاسوسية.. وان يتحول صالح مرسي الي أهم علامة في تاريخ المسلسلات والاعمال الوطنية..
بداية من فيلم «الصعود الي الهاوية ودموع في عيون وقحة ورأفت الهجان والحفار» وحتي سامية فهمي او «حرب الجواسيس» الذي يعرض الان بنجاح كبير ..
صالح مرسي ذلك الرجل الذي اطلق عليه المقربون منه لقب «المتفائل» لانه كان دائم الابتسامة والبشاشة مهما كانت الظروف والمصاعب ولد في كفر الزيات عام 1929 وعمل كضابط بحري لسنوات طويلة ثم عاد ودرس الفلسفة والتاريخ في كلية الاداب وعمل لسنوات في الصحافة في مجلة «صباح الخير» ثم في مجلة «المصور» وكان من ابرز الصحفيين الذين برعوا في الكتابة في مختلف فروع الصحافة ودروبها..
واطلق عليه لقب الصحفي الشامل، لكن صالح لم يكتف بالصحافة لكنه احترف الكتابة الادبية وكتب روائع من الاعمال والقصص والروايات التي تكلمت عن البحر وحياته خاصة انه تأثر كثيرا بالفترة التي قضاها كضابط بحري.. وتقول شريكة حياته السيدة وجيهة فاضل.. إنه كان رجلاً رقيقاً جداً ومرهف الحس ومولعاً بالادب والتفاصيل والمشاعر والاحاسيس وكان يستغرق ساعات طويلة في الكتابة يظل ملازما فيها مكتبه الخاص ومكتبته لاكثر من 16 ساعة.. ولم يكن يبدو عليه أبدا انه سيكون كاتبا محترفا عن الجاسوسية وقصص المخابرات..
والمفاجأة كما روت لنا السيدة وجيهة ان صالح مرسي لم يكن يفكر ابدا في تحويل اي عمل روائي له حتي تلك التي كتبها عن الجاسوسية الي مسلسلات او اعمال تليفزيونية او سينمائية لكن نقلة حقيقية حدثت في حياة صالح مرسي بعد رواية «الصعود إلي الهاوية» التي تحولت لعمل سينمائي قدمه محمود ياسين ومديحة كامل وحقق نجاحاً كبيراً جداً وكان سابقة في عالم السينما وبعدها اتسعت شهرة صالح مرسي كأديب للجاسوسية.. وكتب بعدها رواية «دموع في عيون وقحة» واعتمد علي ملفات حقيقية من المخابرات العامة المصرية..
وتهافت المنتجون علي تلك الرواية وتحولت لمسلسل شهير جدا احدث ضجة هائلة ومع ذلك لم يكن صالح سعيدا بقدر ما تحقق من نجاح لان الرواية تعرضت لبعض التدخل ولم تنفذ مثلما كتبها بالضبط ورغم ضيقه كان يتفهم انه من حق المبدع في عالم الدراما ان يغير ما يراه صالحا للتقديم التليفزيوني لكن ظل يهاجمه الاحساس بأن هناك شيئاً ناقصاً في الاعمال التليفزيونية التي تنقل رواياته وانها لم تنفذ ابدا كما يريد..
ثم جاءت رائعة رأفت الهجان التي كتبها صالح مرسي في اكثر من عامين وكان يلازم حجرة مكتبه لما يقرب من 20 ساعة يوميا يجمع المجلدات والملفات ويراجع كلمة كلمة من اكثرمن مجلد وكان يعيد المشهد اكثر من عشر مرات وكثيرا ما يعيد كتابة الحلقة من الالف الي الياء دون تسرب الملل ثم كتب رواية «الحفار» وقدمت ايضا كمسلسل..
واخيرا سامية فهمي الذي يقدم حاليا باسم «حرب الجواسيس».. اما قصة حياة ليلي مراد والتي تقدم حاليا في مسلسل «قلبي دليلي» فهي ايضا كانت خارج حسابات صالح ولم يكن يكتبها او يحاول اعدادها وفي باله ان تكون مسلسلاً او فيلماً حيث جلس طويلا مع السيدة ليلي مراد قبل وفاتها وكان يسجل قصة حياتها بكل دقة ثم كتبها في مؤلف ضخم.
|
|
|
|