رد: مذكرات الفتى الطائش
عــــــــدنا ......
[align=justify]...سددت نحوه طلقة ممزوجة بكل أنواع الشقاوة المختزنة في أعماقي ، رميت و ما رميت لكن يدي رمت ، في ثانية من الزمن وقع صريعا بعد أن أخد لي صورة بعينه المحولة لكي يقدمها كدليل أمام أبي ، عرفت أنني قد وقعت شهادة غضب من الدرجة العاشرة و أنني سأشنق و ربما أصلب ، عدت إلى المنزل على جناح البرق و السحاب ، أخبرت أمي بما حدث فأشارت علي بالفرار إلى حضن خالتي التي كان أبي يخافها بسبب فمها المليء بالشتائم ، و لأنها تحبني بسبب شقاوتها التي كانت في صغرها ، و لكي لا يجد أبي بماذا يضربني قررت تحطيم عصاه التاريخية ، كان عمرها ما يناهز القرن و اسمها " شردودة " ،" شردودة "هي المرأة التي أخرجت أبي إلى الحياة و كانت بطريقة غريبة لا تصدق حتى في أفلام الخيال و الرعب ، عفوا لن أحكي على الكيفية لأنها من أفلام الرعب الممنوعة على ذوي القلوب المرهفة ، كنت أتناول وجبات دسمة بالعصا "شردودة" كلما جاء أحد الجيران يشتكيني بسبب عمل خير قد قمت به - للأسف أعاقب على أعمال الخير ، لكن هذه المرة خشيت أن تكون الوجبة بالجمبري و الحلو من الفواكه الاستوائية الباهظة الثمن أنداك ، و لأنني شقي كسرتها إلى نصفين ثم أعدت لصقها كي لا يشك أنني الفاعل و لكي تحفظ الجريمة ضد مجهول .
دخلت بيت خالتي بخطى عائد من جريمة ، ابنتها التي سالت من أنفها المواد الصفراء اللزجة قابلتني بنظرة فأر مفزوع ، الكل في المنزل كان يخافني لأنني أحدث طوفان كلما حللت ، أضرب بكل برودة دم و لا أفكر في العقاب إلا بعد أن تخمد دودة شقاوتي و تذهب إلى النوم ، كانت خالتي تشاهد مسلسلها اليومي " دار السبيطار " ، و لأنها لا تحب أن يقاطعها أي شخص عندما تكون منهمكة و مندمجة مع التراجيدية الإنسانية المعبرة عن الألم التاريخي الانطباعي ، و لأنها كانت بعد إنهاء كل حلقة ترسل بتقاريرها إلى مؤسسات حقوق الإنسان لدراستها و إصدار بيان رسمي، طبعا كانت خالتي عضو فعال في هذه المنظمات و التي لا تصرح بأي بيان إلا بعد موافقتها .
انتهى المسلسل و الحمد لله فارتميت فوق حجرها بعد أن كنت قد سرقت قطعة خبز من مطبخها الملون بالدخان ثم قلت لها "خالتي أنا لاجئ سياسي عند دولتكم و أطلب الحماية " أجابتني و شهامة المرأة العربية فرت من بين أسنانها المحشوة بالتبغ الهندي " من الذي يضربك ؟ السعيد المتعفن " ثم راحت تعدد في مغامراتها مع أبي أيام الصغر ، و كيف كانت تضربه على مؤخرته عندما يحاول الغش في لعبة السارق و المجلد ، هذه اللعبة كنت أتقنها باحتراف ، بل أعشقها لأنني أمارس فيها طقوس الجلد و بلا رحمة ، أذكر أنني في أحد المرات انتفخت يد جارنا الذي كان يلعب معنا لأن ورقة السارق وقعت في يده ، جلدته كما فعل الرومان مع العبيد .
طرقت الباب بقوة زلزال على الدرجة الألف لسلم "رشتر" ، طبعا عرفت من هو الباطش و من هو المراد البطش به .... يتبع[/align]
|