جنونك وصمتي
أدهشني جنونك .. استفز قرارة الصمت بداخلي .. أثار ضغينة الصمت في أعماقي ..
كم أحببت هذا الجنون فيك وكم كرهت هذا الصمت الذي ينمو ويكبر ويترعرع في داخلي ..
ما رأيك بتبادل الأدوار ..
لك صولجان الصمت وتاجه .. ولي لمعان الجنون وبريقه ؟
ألا يليق الجنون بامرأة كان الصمت عنوانا ً لها ..
ألا يليق الجنون بامرأة اتخذت الصمت سكنها ووطنها ..
ألا يليق الجنون بامرأة كان الصمت تاجها ؟
طالما أنك تعشق صمتي .. تذوب في صمتي .. ترحل في صمتي إلى آخر الدنيا ..
فلماذا لا نتبادل الأدوار ..
الصمت لك .. والجنون لي ؟
مللت الصمت ..
أنا مللت من ارتداء ثوب الصمت
الصمت يخنقني
أنا مللت الصمت
مللت خطاي الصامتة التي لا تنطق ..
التي لا تنثني ..
التي لا تتعرج ..
مللت خطاي التي تسير على وتيرة واحدة بالرغم من ارتفاع موجة الاهتزازات من حولها ..
بالرغم من هبوب الأعاصير وانفجار البراكين ..
وبالرغم من دغدغات النسيم العليل في لحظات الرضا ..
أنا اليوم سأقلب كل العناوين ..
سيكون الصمت عنوانك أنت .. سيكون الصمت عنوانك ..
وليس لك أن تضع الشروط ..
أن أرحل بأثير صمتك .. أن لا أرحل .. هذا شأن آخر ..
ليس لك أن تضع الشروط ..
أنا اليوم سآخذ دور الجنون الذي تمتعت به عمرا ً بأكمله .. وسأقلدك مقاليد الصمت ..
وقبر متحرك يليق بصمتك الملوكي كي تتذوق مرارة الصمت الذي جرعتني وكم أنك بالغت في حمى جنونك ..
أنتظرني في جنوني ووداعا ً لوشاح الصمت..
سألقي بهذا الوشاح إليك ..
سألقي بصمتي إليك تحيا به ما تبقى لك من العمر بقلبي ..
أنا أرغب بالجنون بعيدا ًعن وشاح الصمت الذي قلدتني إياه في رحيلك الأخير ..
هذا الصمت لك بتاجه وصولجانه وقبره المتحرك ..
وأنا لي الجنون ببريقه ولمعانه وخطاه التي تقفز فوق السحاب ..
حان دوري بالجنون .. حان دورك بالصمت .