14 / 02 / 2010, 20 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
شاعر و روائي، يهتم بالشعر و النقد و التنمية البشرية، أستاذ رياضيات
|
رد: النص الجديد = الانسان الجديد
المدخل
أثناء حوارتنا حول الإنسان و طبيعته جاء هذا المثال – و هو مأخوذ من تعاليم الرمزيين الكبار – ليجسد لنا الإنسان في أبعاده الممكنة
المثال : هل ترون العربة التي يجرها الحصان 0 و يقودها سائس و يجلس في مؤخرة العربة السيد المبجل يأمر السائس و يوجهه أثناء المسير
ماذا لو كانت عجلات العربة بها أعطال كافية0 هل تسير العربة في طريقها بإنتظام ؟
ماذا لو ترك السائس اللجام ليسير الحصان علي هواه و يختار طريقه السهل و الذي لا يصل إلي المكان المناسب ؟
ماذا يحدث لو لم يأمر السيد المبجل السائس و يوجهه أثناء الطريق هل يستطيع السائس أن يعرف مراد سيده و الطريق المثلي للوصول ؟
إن هذا المثال يجسد لنا الأبعاد الأربعة للإنسان
1- البعد الجسدي و يجسده في المثال العربة 0 هل يمكن أن تكتمل رحلة الإنسان إلي ما يصبو إليه دون هذا الجسد
2- البعد العاطفي : و يجسده في المثال الحصان 0 فإذا ترك الحصان دون لجام السائس لفسدت الرحلة
3- البعد العقلي : و يجسده في المثال السائس فهو الذي يتحكم في حركة العربة و يحدد المسار للحصان
4- البعد الروحي : يمثله في المثال المبجل السيد الذي يجلس خلف العربة و يأمر السائس باختيار الطريق المناسب
مخرجات العصر الصناعي
لقد استطاع العصر الصناعي أن ينجز في سبيل الانسان عدة منجزات
1- الاهتمام بالبعد الجسدي0 بل إن بعض الفلسفات اعتبرته البعد الوحيد المعبر عن إنسانية الإنسان
و لعل ما شهده هذا العصر من تقدم في مجال الصحة و مكافحة الأوبئة و توفير الغذاء ما يؤكد هذا النزوع 0
2- الإهتمام بالبعد العقلي : بعض الفلسفات اعتبرت العقل هو المرجع النهائي للحكم و التقدير
مخرجات أخري
- أهمل العصر الصناعي تنمية البعد العاطفي لدي الإنسان بل ترك الإنسان دون الرعاية العاطفية و الجمالية الكافية0 فأصبح الإنسان أسير هواه 0 لا يري إلا ما يهواه و لا يلتفت لغير رغبته
- أهمل العصر الصناعي – في مجمله – ما يمكن أن يظهر من خلال العمليات الحدسية و الإلهامية0 بإعتماده علي البعد العقلي و عدم قدرة ذلك العقل علي التعامل مع وحدة مكونة من ضدين 0
فتعامل العقل مع الفكرة بتصنيفها إلي صواب و خطأ0
و من ثم فقد حكم التفكير النقدي علي مجمل القضايا المطروحة0
- لم يتعامل العصر الصناعي – إلا في نهايته – مع القدرات العقلية المختزنة و التي يستطيع بها الإنسان – مع التدريب – أن يتحول إلي العملية الابداعية
- أهمل العصر الصناعي البعد الروحي للإنسان فما الإنسان في هذا العصر إلا ما يأكل و يفعل بإعتباره آداة ( يمكن الاستغناء عنها ) فالإنسان شيء في العصر الصناعي
= كانت هناك ردود أفعال علي هذا الإهمال المتعمد 0 و لقد وجد الإنسان ضالته المنشودة ( و التي لن تحقق له إلا تحققاً زائفاً ) بالدخول إلي عالم النت حيث لم يستطع أن يقاوم إغراءه إلي الآن فهو يقبل بكل بساطة المديح الزائف و يقيم معارك وهمية خلف الشاشة الزرقاء0
نتائج
سوف يدرك الإنسان الجديد قيمة البعد الروحي و سوف يحاول الإنسان من خلال صلاته أن يصل إلي مايشبع ذلك البعد الغائب 0 و هو السيد المبجل المخطط له أن يصل إلي نهاية رحلته المقدسة الي عالم الخلود
= سوف يتجه الإنسان الجديد في اتجاه ( المعلومات 000 المعرفة 000 الحكمة )
** رأى خاص جداً ( خارج إطار المناقشة ) **
يقدر الكاتب – ليس بإعتباره مسلم العقيدة – ما أنجزته الحضارة الإسلامية 0
فلقد أشبع الإسلام صاحبه في جميع الأبعاد الجسدية و العاطفية و العقلية و الروحية 0 و هذا ما يتضح جلياً لأى منصف يقرأ بحياد ما أنجزه الإسلام لمصالح الحضارة الإنسانية 0
أنتظر حواراتكم 0
ماهر نصر
|
|
|
|