رد: هل أنت من العبيد ؟
الابنة العزيزة امال حسين :
قضية هامة أخرى أشرتِ إليها .. وهي عبودية التعلم من أجل العمل .. سواء كان هذا من قبل المدرسة أو الأسرة و الأهل أو المجتمع .
للأسف .. لقد وقفنا في مجتمعاتنا العربية حائرين بين إسلوبين عالميين للتعليم : الأول : التعليم من أجل التفكير .. و الثاني التعليم من أجل العمل .
التعليم من أجل التفكير يقصد به توسيع المدارك الفكرية للطالب بحيث نستطيع أن ننمي و نطور طرق و أساليب تفكير الطالب في الحياة عامة .. و في الجوانب التي يرغب التخصص و العمل فيها خاصة .. وهذا المنهج ماتسير عليه الآن معظم المناهج الدراسية المتطورة في العالم الحديث .
أما التعليم من أجل العمل فيقصد به تطوير وتنمية المهارات و القدرات الخاصة للطالب التي تناسب إلتحاقه بعمل معين ومحدد . ( مثال : من يرغب في العمل في مجال تصميم الأزياء يجب أن يتعلم و يتعرف على تطور الأزياء في العالم , وفنون تناسق الألوان ، و عادات الشعوب و تقاليدها ،و إتقان بعض اللغات في هذا المجال ، و دراسة الشخصية الانسانية .. و غيرها .... ) .. في هذا المجال نجح العامل الحرفي في بلادنا ( غير المتعلم و غير المثقف ) في تعليم الصبية أصول و قواعد العمل الحرفي بعشوائية وبدون قواعد علمية أو ثقافية .
أما التعليم في بلادنا العربية فهو " تعليم من أجل التعليم " .. أي أن الوسيلة أصبحت هى الهدف .. فضاع الهدف من التعليم .. و زاد عدد المتسربين من التعليم .. و أصبح خريجي الكليات الجامعية غير قادرين على التفكير أو العمل !! .
نحن في حاجة لنغير مفهوم و أساليب التعليم و التعلم في كل الدول العربية .. فإذا إستطعنا أن نجعل من التعليم متعة .. سوف يتحول العمل تلقائياً إلى متعة حقيقية أخرى .
تحياتي و تقديري .
د. ناصر شافعي
|