عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 02 / 2010, 39 : 10 PM   رقم المشاركة : [7]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحـــلقــــة الخــامسة

[align=justify]ما إن خرجت القوات المسلحة من المستشفى حتى عاد إلى رأسي جن الشقاوة ، كان أحد الأطفال الطيبين المسالمين متمدد في سريره بقربي ، و من خلال ملابسه الأنيقة و القارورات المعطرة للجو المصطفة من تحته و من فوقه، أدركت أنه ابن شخص مرموق في المدينة ، يعني زميل مرض مع صغر التشبيه ، خيرات السوق كلها اجتمعت من جنبه الأيمن و الأيسر ، تفاح و عنب و دجاج مشوي و محمر و مشروبات بجميع الماركات المستوردة و الغير مستوردة، و لأنني كنت قد استنفدت طاقتي بالجري و الفرار قررت أن أخد حق الشعوب الضعيفة و الفقيرة من الطبقة الارستقراطية بقبضة يدي ، يدي أطاعت أوامري و لم تخيب إرادة الشعوب المقهورة ، ما هي إلا دقائق حتى أكلت ما أكلت و وضعت ما وضعت من غنائم ثورة الشعوب تحت السرير ، ستسألون كيف استطعت فعل كل هذا بوجوده و أمام أعينه ؟ الإجابة ببساطة المقولات الأربع " ما أخد من الكبار يسترده الصغار " و مقولة " حمر عينك يخاف منك القط " و مقولة " اضرب متى يكون الناس نيام " و مقولة " إن كنت جائعا لا تتردد " ، كانت مقولاتي طبعا فأنا لا أعرف من المقولات المدونة الا مقولة أمي " ربي يهديك يا ولدي " ، حتى القطط أخذت حصتها لأنني من دعاة الرأفة بالحيوان و النبات و الحجر إلا الحجر الذي يشيد به الجدار الفاصل ، أما الفئران فقد تركت حصتها تحت السرير لكي تستلمها عندما أنام و ينام الجميع .
الممرضة بعد أن ضمدت جراحي لم تعد إلى الغرفة ، الله يساعدها فقد كانت تحضر وجبة عشائها في غرفة العمليات ، ربما كانت تخاف من الجراثيم المنتشرة في بيتها و فضلت التعقيم المجاني ، الأطباء كانوا كالأشباح الذين يظهر لونهم الأبيض لنصف دقيقة و يغيبون لباقي اليوم ، "مستشفى عام هيه " هكذا قال الطبيب الذي غطى وجهه المنتفخ بنظارة بلاستيكية للمريض الذي كان يتألم في أروقة المستشفى .
نامت شمس النهار و بانت ظلمة الليل و بانت معها الفئران الأربعة و الأربعون و أمهم "الغولة" ، اجتياح كاسح على أنغام موسيقى الصراصير ، و لأنني كنت لا أحمل بندقية ف16 و لا أحتمي بداخل ذبابة روسية الصنع ، فضلت أن أجمد دمائي و عروقي و حتى صوتي الذي كنت لا أملك غيره، أكلوا كل شيء يمكن أكله و لو لا أنني تمسكت جيدا بالوسادة لكانوا قد قضوا على أحلامها بالنوم بقربي، مثل فيلم الوسادة الخالية الذي كان يبكي خالتي بعد المشاهدة الألف و واحد ، قد تقولون لماذا لم يهاجموا زميلي الأرستقراطي ، بسبب الحصانة البرلمانية المسلطة على رقبتي و رقاب الجميع ، و الفقير تهاجمه كل الحيوانات و الزواحف و الحشرات حتى في المرض ليس لنا حق المساواة .
ما إن بزغ نور الفجر و لاح حتى قررت الهرب من هذا الكابوس ، تذكرت كوخ عمي" العياشي " الذي كنت أذهب له عندما أشتاق للضحك ، كان أكبر سكير على تراب الجمهورية و الجمهوريات المجاورة، لا يشرب الماء إنما مكانه كل أنواع المسكرات الأصلية و المهجنة .
تسللت رغم أنه ما كان علي أن أفعل ذلك لأن نصف العاملين كان غائب عن العمل و النصف الآخر في سبات عميق ، لو انفجرت قنبلة "هيروشيما" بجوارهم لما استفاقوا ، الله يكون في عونهم من شدة العمل ... يتبع [/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس