[بوران شما]

جامعة بيت لحم (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الأول):
أنشئت جامعة بيت لحم عام 1973 . وكان تأسيسها استجابة من الفاتيكان لحاجات أبناء الضفة الغربية , وتعبيراً عن الوقوف إلى جانبهم ورغبة في مساعدتهم في محنتهم . فقد أراد الفاتيكان أن يساهم في إيقاف هجرة الشباب الذين لا تتاح لهم فرص التعليم العالي على أرضهم المحتلة .
جاء في أول كتاب نشرته جامعة بيت لحم عن أهدافها ما يلي :
"إن هدف جامعة بيت لحم في أوسع المعاني هو خدمة السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة , بحيث تكون مركزاً للتعليم والرقي , والمحافظة على المعرفة ونشرها واستعمالها . إن أعظم مطمح للجامعة هو إشباع العقل البشري بالمعرفة على أساس من التفاهم والرؤية الأخلاقية والمبادئ العظيمة التي يجلّها العالم قاطبة أعظم إجلال.
" وتهدف الجامعة , على وجه محدد, إلى تزويد الضفة الغربية وقطاع غزة بمركز للدراسات العليا يسهل الوصول إليه بالنسبة للطلبة الناشئين , معقد الآمال, مما يتيح لهم الحصول على التعليم العالي بمستويات جيدة بدون الحاجة إلى السفر للخارج. كما أن من أهداف الجامعة وصل الأجيال الناشئة بتراثنا وحضارتنا الزاهية التي ينبغي الحرص عليها والارتباط بالماضي المشرق الوضّاء . فنحن أمة بماضيها العريق, وليس الحاضر إلاّ امتدادا للماضي وطريقا للمستقبل ".
تقع جامعة بيت لحم على القمة الشمالية من المدينة حيث كانت مدرسة ثانوية للفرير سابقا , وهي على بعد ثمانية كيلومترات جنوب القدس . وقد استعمل البناء القديم من مدرسة الفرير للإدارات ولكلية الآداب , وأنشئ مبنى جديد لكلية العلوم, ومبنى آخر للمكتبة التي تحوي حتى الآن مئة ألف كتاب . لكنها ما زالت تعاني نقصاً في الكتب العربية لصعوبة وصول هذه الكتب إلى الجامعة . وقد أصلح القبو ليكون مدرسة فندقية تعدّ الطلاب مدة ثلاث سنوات للقيام بمختلف الخدمات الفندقية .
تضم جامعة بيت لحم الآن كلية الآداب , وكلية إدارة الأعمال, وكلية العلوم, ومعهد إدارة الفنادق , وفي كلية الآداب قسم اللغة العربية وقسم اللغة الإنكليزية وقسم العلوم الاجتماعية . وفي كلية العلوم قسم الرياضيات وقسم الفيزياء وقسم الأحياء وقسم الكيمياء وقسم التمريض . ومن المواضيع العامة الأخرى التي توفر الجامعة دراستها أيضا : الدراسات الثقافية والتربية واللغة الفرنسية واللغة الإيطالية واللغة الألمانية واللغة الإسبانية واللغة العبرية والتاريخ والعلوم السياسية والفلسفة واللاهوت وعلم المكتبات والموسيقى والفن . وفي جميع الأقسام المذكورة تمنح الجامعة درجة "البكالوريوس " بعد أربع سنوات دراسة . وتقسم السنة إلى فصلين , ويتّبع في كل فصل نظام الساعات المعتمدة . ونظام القبول في الجامعة يشبه نظام القبول في الجامعات الأردنية , فيقبل الطالب إذا كان حاصلا على شهادة الدراسة الثانوية العامة الأردنية أو ما يعادلها بناء على معادلة تصدر من وزارة التربية والتعليم الأردنية . وقد أخذت وزارة التربية والتعليم الأردنية تصادق على شهادات الجامعة بعد انضمامها إلى اتحاد الجامعات العربية .
عدد طلابها محصور لضيق الأمكنة , ولسياسة الجامعة التي تودّ أن تتقدم ببطء ريثما تصوغ تقاليدها . وقد بلغ عدد الطلاب في العام الدراسي 1981/1982 ألفا ومئتي طالب وطالبة موزعين على مختلف الكليات والأقسام , وفي تخطيط الجامعة أن تبقى جامعة صغيرة الحجم للتنسيق والتعاون مع سائر الجامعات في الضفة الغربية ذات الإمكانيات , والدعوة لخدمة قطاع أكبر من أبناء الضفة . وبلغ عدد المعلمين فيها هذا العام 120 معلما ومعلمة متفرغا وغير متفرغ .
يترأس الجامعة الآن (1980) الأب الدكتور ميشيل صباح من كهنة البطريركية اللاتينية العاملين في فلسطين وشرق الأردن , وهو من الناصرة فلسطيني الأصل والنشأة. ويشترك في إدارة الجامعة معه مجموعة من رهبان الفرير الذين أوفدهم الفاتيكان لتأسيس الجامعة وإدارتها بالتعاون مع أبناء الضفة الغربية أنفسهم , ومجلس أمناء يتكون من رؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وعدد من رجال العلم في منطقة بيت لحم .
بلغ عدد خريجي الجامعة حتى الآن خمسة أفواج و 146 طالبا وطالبة . وقد عمل 70% منهم في الضفة الغربية , ومعظمهم في مجال التعليم . و30% منهم تركوا البلاد لمتابعة التعليم العالي أو للعمل . و20% من هؤلاء يعملون في البلاد العربية , وهما ما زالوا مرتبطين بالوطن يعودون إليه دائما .
وفي الجامعة ناد للخريجين يحاول أن يوثق اتصالاته بجميع الخريجين ليوجههم إلى خدمة الوطن والأمانة له . وفي الجامعة أيضا مجلس للطلبة يتم انتخاب أعضائه كل سنة وبه يتم تنسيق العمل والتعاون مع إدارة الجامعة .